أوضاع إيران والمكانة الخاصة للحزب الشيوعي العمالي
المؤتمر الثالث للحزب الشيوعي العمالي الإيراني، ۱۴ تشرين الأول-إكتوبر ۲۰۰۰
(حديث لتوضيح قرار مقترح للمؤتمر)
رفاق! في الحقيقة، لقد تحدثت عن هذا الموضوع في بدء المؤتمر: المكانة الراهنة لإيران والفرصة التأريخية المحددة التي أنطرحت امام الحزب الشيوعي العمالي للعب دور مهم، لعب دور يصيغ المرحلة. أود أن أطرح بعض التأكيدات، والتذكير بموضوع قد تناولته من قبل، وربما أتطرق الى بعض الأسئلة المُحدَدة. لا يتضمن هدف هذا القرار موضوعات مثيرة للجدل، ماعدا أن يريد أحد ما ان يبحث ويناقش حُكمين: هل إن أوضاع ايران حساسة، وهل إن الحزب الشيوعي العمالي قادر على لعب دوراً خاصاً. إن مجمل القرار يتمثل بإعلان تشخيص وإعلان تعهد تجاه حقائق وواقع. وفي الخطاب الإفتتاحي ايضاً، قمت بلفت انتباه المؤتمر لهذه المسألة.
إن إيران نظاماً رأسمالياً منذ أمد بعيد، على الأقل من اصلاحات الأرض في الستينيات. إن إيران نظاماً راسمالياً. وحتى ذلك التاريخ، تركت الأحزاب التقليدية، وبالأخص أحزاب المثقفين وحملة الشهادات، الأجواء السياسية تحت تاثيرها وسلطتها. إن حزب توده (الشعب)(۱) والجبهة الوطنية(۲) هما أحزاب أناس من حملة الشهادات، وما يسمى فئات نخبة المجتمع، أناس ينشدون ان لا يكون مجتمع إيران متخلفاً، أن يكون شيء ما جدير بالذكر بين الآخرين، يكون مثل أوربا في مصاف البلدان الراقية، إيران صناعي، ذا بنية فوقية سليمة، على غرار البلدان الرأسمالية التي زاروا وأكملوا دراستهم فيها ويعرفون ما عليها من تقدم.
على إمتداد القرن العشرين، من الثورة المشروطية (الدستورية)(۳) الى ثورة ۱۹۷۹، كانت الأجواء السياسية في إيران تحت تأثير تحرك الأقسام المثقفة البرجوازية، وعكست الميول البرجوازية في الأوضاع السياسية في إيران. جعلت هذه الاقسام المثقفة الطبقة العاملة، وقبلها محرومي المجتمع، ملحق حركتها. ولم يكن هناك حزب شيوعي ممثلاً للطبقة العاملة متدخلاً في الساحة السياسية، على سبيل المثال، مثلما هو الحال عليه في الثورة البرتغالية. حيث يمكن القول ان هذا الحزب المحدد يمثل العامل البرتغالي في ثورة البرتغال، لم يحضر العامل الإيراني قط بوصفه قوة سياسية بشعاره الخاص. لم تتخذ الشيوعية في إيران موقع ومكانة حسم وتحديد مصير المجتمع ولعب دور خاص في الأوضاع السياسية في إيران وفي مصير السلطة قط. قد يقول أحداً ما إن حزب توده كان كذلك، لا أعتقد ان حزب توده نفسه يعتقد بأنه ممثل اليسار الشيوعي في المجتمع في اية مرحلة ما. لا يتحدث نظامه الداخلي عن ذلك، ولا برامجه الاولى. إن مجمل حياة حزب توده تتحدث عن إن هذا الحزب كان حزباً مثل الجبهة الوطنية ينتمي الى تركيبة معينة من الفئات المالكة في المجتمع، تنشد تحسينات وإصلاحات في الاوضاع الاستبدادية الاقطاعية الإيرانية، تحقق بعض منها ولم يتحقق الآخر، وإن هذه المعارضة التقليدية قد سادت على تأريخ إيران.
تأملوا بمقولة مثل دكتور مصدق(۴)، والذي صورته في جيب كل الطبقات، لسبب غير معلوم. كان دكتور مصدق بطلاً قومياً، ويطلقوا على كل من أتى للحياة وكان ساخطاً إنه دكتور مصدقي، بيد إنه في فترة السنة أو السنتين كبح الاضرابات وجعل من العمل الفلاني غير قانونياً كذلك وغيره. ولكن، ولأنه سعى الى تأميم صناعة النفط، فهو بطلاً قومياً. ناهيك عن الحديث عن إن صناعة النفط قد تأممت في المطاف الأخير دون أن يصبح أحداً ما بطلاً قومياً. غدا الدكتور مصدق رمز المعارضة ورايتها الأساسية في البلد. وعندما إقتربنا من ثورة ۱۹۷۹، ورث الخميني هذه المكانة.
لقد كانت ثورة ۱۹۷۹ ثورة كان للعمال فيها دوراً، قصم العمال ظهر الحكومة. كان للعمال حضوراً. وعلى النقيض من الاحداث السابقة في المراحل السابقة، حضر العامل الميدان ولعب دوره بوصفه عاملاً، ولكنها القصة القديمة ذاتها، اي تكرار هيمنة المعارضة البرجوازية على الاجواء السياسية في إيران. كانت حكومة الجمهورية الإسلامية أئتلافاً من اناس كانوا في المعارضة سابقاً في مرحلة الملكية، ويطلق أحدهما على الآخر صفة تقدمي. صحيح إن هناك أقساماً من اصوليين اسلاميين اقحاح إنضموا إلى هذا الصف، وبعدها ظفروا باللعبة حتى. ولكن حتى هؤلاء الاصوليون الإسلاميون كذلك، ينظر لهم أؤلئك غير الإصوليون والقوميون على إنهم أناس شرفاء ومعارضون للإستبداد الملكي. لم يأتي أحد ويتحدث عن إن حركة فدائيي الإسلام هي حركة رجعية. من وجهة نظر تلك البرجوازية، إن أؤلئك جزء من أمة إيران ومعارضين. ما أود قوله إن عائلة سياسية كبيرة في إيران حددت مصير جماهير أيران لسنوات. وحتى في ثورة ۱۹۷۹، والتي كان العامل محركاً جدياً لتلك الحركة وذا حضور، بحضوره بمجالسه، بحضوره بإضرابات عمال النفط، رغم هذا كانت المعارضة التقليدية هي من ترسم مصير الجماهير، وذلك لسبب الا وهو: وإن كان العامل موجوداً، فإن الاستقطاب الطبقي في المجتمع لم ينمو وينضج الى ذلك الحد الذي يجعل من الشيوعية أن يكون لها حضوراً ايضاً. في ثورة ۱۹۷۹، كان للعامل حضوراً، ولكن لم تكن الشيوعية حاضرة، وغدا مصير القضية هذا الذي رايناه.
إن مفتاح القضية هو حضور الشيوعية بوصفها قوة سياسية. هل بوسع الشيوعية أن يكون لها حضور بوصفها قوة سياسية بارزة، بوصفها أحد اللاعبين في حرب السلطة هذه، أم لا؟ إذا لا، فإن الأحزاب المختلفة للطبقات الحاكمة ستنتزعها وتسرقها وستحدد بدائلها مصير المجتمع. إن من أتى في ۱۹۷۹ للسلطة كان ميتاً من الناحية السياسية منذ أمد. أي مجتمع يقبل بأن تأتي حكومة إسلامية للسلطة في أواخر القرن العشرين، وتملي أحكامها وقراراتها؟ أن سبب مجيئها للسلطة هو أنه لم يقف أحد بوجهها ويمنعها من ذلك. لم يكن المجتمع التقدمي والجماهير المحرومة والتحررية في إيران محصنين بنقد ما كي يمسكوا بلجامها. فمع الإطاحة بالنظام الملكي، كانت الحكومة البرجوازية والرأسمالية والإمبريالية في إيران بدرجة من سوء الطالع وإنعدام الحيلة بحيث لم تجد أفضل من هؤلاء الحماة المؤقتين على الاقل لنظامهم. إذا لم يكونوا هناك وإذا لم يحضر هذا القطب الميدان، لكان من المحتمل أن تكون إيران شبيهة ومماثلة لنيكاراغوا. اليسار إجمالا، اليسار ذاته الذي ترعرع ونما في الجامعات قد يؤسس تيار ساندنستي(۵) في ايران. قد تكون الحركة الفدائية والنهج الفدائي على الأكثر هي هذا التيار. بيد إن حتى هؤلاء في إيران لم يستطيعوا تحملهم، وبالتالي، اصبحت المعارضة الإسلامية مبعث دعم ومساندة الغرب، ومضت أمريكا خلفها ونظمتها. أي كان من الممكن أن يأتي جناحها اليساري والعلماني للسلطة، بيد إن الجناح اليميني الديني إنتزع السلطة وطرد جناحه اليساري أيضاً.
إذا نظرتم للأفق الإجتماعي والسياسي والإقتصادي والثقافي لهذا الجناح اليساري واليميني، سترى إنهم عائلة سياسية. لا ينزعجون من بعض. ولهذا، سترى بسهولة إن بوسع اليسار التقليدي وفروعه من الفدائيين أن يقيّم الجمهورية الإسلامية كجناح تقدمي. لا ينزعجوا لوضع المرأة في المجتمع، لا ينزعجوا من وضعية إن ليس بوسع الإنسان أن لا يكون دينياً ويُعدم. لا يتبرمون من إن ليس في هذا المجتمع حرية تعبير ونشر. وإذا ذهبتم في ۱۹۷۹ وتحدثتم عن حرية النشر غير المقيد والمشروط، وهو ما تحدثنا عنه، والحرية غير المشروطة للأحزاب والحرية السياسية بدون قيد أو شرط، سيهب أحد من هذه العائلة التي لم تمنح أي من هذه الحريات، جناحها اليساري، ليرد عليك إنك تنوي الدفاع عن جريدة ميزان ومهدي بازركان، إنك "طاغوتي". تدافع هذه العائلة عن نفسها. مضوا مع بعض في الثورة. صحيح إن قسما منها كشف عن وجه "إحتكاري"، وإن هذه الكلمة معبّرة كثيراً، أي ان إعتراضهم على الجناح الإسلامي لا لرجعيته، وإنما لنزعته "الإحتكارية". أي لماذا رفعت بساط مائدة السلطة من أمامنا. إذ فرش الامام بساط المائدة امامهم، واستمر ذلك حتى ما بعد ۳۰ خرداد(۶)، إذ لم يوجهوا ضربة لحزب توده الذي كان يتمتع بنفوذ الى حدٍ ما. من المثير انه حين تسالوا التودهيون، كانت هناك شائعة بينهم وهي إن الامام الخميني في تلك الأيام يوقظ الرفيق كيا (نوري) (۷) ويسلمه رئاسة الوزراء. أما نحن الذين كنا خارج القضية نعرف إن هذا الكلام عديم القيمة، ولكنهم في الحركة التودهيه افترضوا ان هذه ظاهرة حقيقية فريدة. لماذا؟ وذلك لان ما يجابهه هو إمبريالية أمريكا. وأن المعيار الأساسي هو: إن حركة المعارضة الإيرانية التقليدية وأجنحتها الشعبوية والدينية تقف في إئتلاف واحد بوجه إمبريالية أمريكا.
على أية حال، وحتى حين إندلعت ثورة في إيران رأسمالية، وحتى حين كان العامل القوة الأساسية للتحول الإجتماعي، وحتى حين كان عامل النفط "القائد الصلد"(۸) للجماهير، دفعت المعارضة التقليدية للسلطة أكثر بدائلها الرجعية الممكنة. لو أتى الفدائيين في ذلك الوقت للسلطة، لِلَمْ تكن الحكومة بهذا الحد من الرجعية، مثلما ذكرت، انه من المحتمل أن تكون مثل السندناستيين. حتى من الممكن أن تبدوا مبعث دعم الاخرين كثيراً. بل إن من إنتزع السلطة هو اكثر أجنحة البرجوازية التقليدية رجعية، وطرد واحداً تلو الآخر حتى حلفائه من الميدان وذلك لأنه رأى إن هذا هو شرط بقائه. كان العامل موجوداً، ولكن الشيوعية غير موجودة، وعليه أصبح الحال على هذا الحال الذي نراه. أننا نرى إن هذه اللوحة على وشك التكرار، وإننا نمضي مرة أخرى صوب إندلاع إضطرابات في إيران. تحدثنا في فقرة الأوضاع السياسية، أن رحيل الجمهورية الإسلامية أمراً حتمياً. وذلك لانها من الناحية الإقتصادية عاجزة عن الدفع بإقتصاد إيران، إذ إن الرأسمالية في تركيا، وبحكومة موالية وعضو حلف الناتو، عاجزة عن إدارة الرأسمالية، فناهيك بملّا يعد اقصى صلته بالسوق العالمي هو "حوار الحضارات"، وهذا بصورة "قاجاق"، غير رسمية (وتستعمل للمواد المهربة) وبـ"الصدفة" وفي أماكن مثل دهاليز فندق او مطعم "جلو كباب" في نيويورك! إن هذا ليس عملياً. ولهذا، فإنها عاجزة عن إدارة الإقتصاد. هل من الممكن من الناحية السياسية ان تقف على اقدامها؟ من يستطيع أن يقف بوجه مجتمع من ۶۰ مليون نسمة لا يريد هذه الحكومة الآن؟ من يستطيع الوقوف بوجه المرأة الايرانية التي لا تريد هذه الحكومة؟ من يستطيع أن يقف بوجه عامل أيراني لا يستطيع تحمل هذا الوضع أكثر؟ من يستطيع أن يقف بوجه شاب ايراني يرتاد الآن صالات الانترنيت، يذهب لغرف الدردشة السياسية ويتحدث عن الحزب الشيوعي العمالي وعن الحرية وعن المساواة وعن التحرر الجنسي؟ أ بوسعهم أن يحولوا دون أن يبدي رايه في غرف المحادثة؟ بزي الملالي وبعون قوات الباسداران (الحرس الثوري)؟ لا يمكن أن يستمروا، وقد بدأت عملية رحيلهم. إذا بدأت، فستتكرر مرة خرى الساحة. إن السؤال المطروح أمامنا هو: هل نسمح مرة اخرى للمعارضة التقليدية في إيران، وهذه المرة بتركيبة جديدة، إذ كان طرف ما يطلق على نفسه قومي، والان يطلق على نفسه معيد للنظر (مراجع لنفسه وعقائده السابقة-م)، قبلاً يقولون موالي للدكتور مصدق، قومياً كان يطلق على نفسه سابقاً اسم فدائي، ويهتف سابقاً بـ"الموت لعملاء الامبريالية"، الان يطلق على نفسه انه رافض للعنف، سلمي، بيد انهم الحركة ذاتها، انهم الحركة ذاتها وبفروعها، ومن المثير أن تروا أن الراية التي يتم رفعها في هذه الحركة تتحدث عن: هلمّوا لجعل العائلة نفسها أكثر إتحاداً، ووجدت أتباع لها. مباشرة تاملوا فقط أمرا، وأعتقد ان الكثير منكم قد رأى في أعوام ۱۹۸۴و ۱۹۸۵... إن أكثريت (جناح الاغلبية، أغلبية فدائيي خلق) أصدرت قراراً وتحدثت فيه عن إننا أخطئنا، أخطئنا بدعمنا للنظام الإسلامي. أصدر حزب رنجبران بياناً تحدث فيه عن إننا أخطئنا بجعلنا البرجوازية هي الرئيسية والبروليتاريا هي الفرعية! إستبدلنا الشعب بمناهضي الشعب! -هذه جُملهم بالضبط- بالغنا بميزة الجيش وقللنا من قيمة الجماهير! أعلينا من شان الإسلام أكثر وقللنا من شأن مطالب الجماهير! أخطئنا، إعذرونا! كيف بوسع حزب رنجبران، وبعد ۳۰ خرداد وحملة الاعدامات الواسعة في السجون، ان يدافع عن أولاد عمه في السلطة؟ لم يكن ذلك ممكناً، وإنسحب من التحالف. تحدثت "اكثريت" فدائيي الشعب عن: إننا اخطئنا، وقال حزب توده اننا أخطئنا. ولكن ما أن إرتفعت راية خاتمي اليوم، حتى ترى مرة أخرى التفاف التركيبة ذاتها تحت الراية ذاتها والحكومة ذاتها. إن هذا واقع وحقيقة سياسية كبيرة، قوة كبيرة تحدثت عنها في فقرة الأوضاع السياسية وعمرها بقدر عمر الحكومة الإسلامية. أشك بان بوسع هذه الحركة القومية الإسلامية، التي قسماً منها الآن في المعارضة وقسماً آخراً يعمل في مكتب رئاسة الجمهورية وقسماً في وزارة الإستخبارات، أن تطرح وتطلق من داخلها تركيبة جديدة بحيث، في حالة سقوط الجمهورية الاسلامية، ان تشكل حركة متنامية ومتصاعدة ومبعث إحترام الناس. إذا كان قمع الجمهورية الإسلامية قائماً، فعندها هناك موضوعية لان يفكر "الاصلاحيون" باصلاح تلك الظاهرة (الجمهورية الاسلامية) التي لا يمكن القبول بها وتحملها. ولكن حين تُطوى الظاهرة نفسها، فان على الاصلاحيين أن يقولوا كلامهم الإثباتي. وإذا ارادوا أن يقولوا أثباتاً، عندها ليس بوسعهم، كما يقول حميد تقوائي، أن يوعدوننا مرة اخرى بما وعدونا به سابقاً. لا يمكن القبول بالماضي منهم بعد. إنه القرن الحادي والعشرين. إنهم يصدقون حين يقولون ان العالم غدا قرية. العالم قرية. لا يُقبل من احد هذا. مثلما إن ليس ثمة أحد في ابعد قرية على الكرة الارضية يقبل بحكومة "دالي لاما"، فان حكومة على شاكلة الائتلاف التاريخي للمشروعية-المشروطية من مثل خميني-مصدق لايقبل بها أحد. إن الجماهير تنشد شيئاً آخراً، وهذا ما تصرح به. يمكن ببساطة ان تنظر وترى ماذا يجري في باريس، ماذا يجري في لندن، ماذا يجري في ايطاليا، في اسبانيا، وماذا يجري في امريكا. لا يمكن عصب أعين أحد. لا يمكن الطلب من الناس أن لا يتطلعوا. يقولوا إخفضوا تطلعات الجماهير. حين ترتفع تطلعات الجماهير، لا يمكن لأحد خفضها. إذا كانت متدنية، يمكن الابقاء عليها كذلك. ولكن إن إرتفعت، لايمكن خفضها. وبالتالي، إن التطلعات قائمة، وإن المجتمع سينقلب بالضرورة.
إن هذه المعارضة ليس بوسعها صيانة هذه الظاهرة. بدون الجمهورية الإسلامية، لا معنى لوجود الثاني من خرداد(۹). بدون الجمهورية الإسلامية، لا معنى لوجود الحركة الإصلاحية. بدون الجمهورية الإسلامية، لا معنى لـ "لن نمارس العنف" أيضاً. وذلك لانه في غضون هذه العملية، وقبل أن "نمارس العنف" أم لا، يكون معلوماً إنه الجمهورية الإسلامية موجودة أم لا؟ فأنا ايضاً نصير الحد الأدنى من العنف او بدون عنف، يعني، بلغة الناس، تُسلِّم السلطة السياسية للجماهير، وتُطلق حرية الأحزاب السياسية، تُطلق حرية الصحافة، لا لأولاد عمهم، لا لنسيب السيد خميني نفسه. يقولون إنه تم إغلاق صحف، كما لو أن الصحف كانت مجازة أساساً. لقد كانت جرائدنا غير قانونية دوماً. بل أن تكون لديك نسخة من الجريدة يعد جرماً اساساً. في مرحلة ما، كانوا يقولون هل ثمة فلفل في جيبك، إذا كان الأمر كذلك، يقتلوك! ناهيك عن وجود جريدة انترناسيونال الإسبوعية في جيبك. أعدوا لك جرمك مقدماً، يقولون إذا قمت بتوزيع الجريدة، سأتحدث عنك بوصفك جاسوس إسرائيل وأعدمك! لا يقول خامنئي هذا فحسب، بل من هم في المعارضة من أمثال فريبرز رئيس دانا. يعرفون بالضبط ما يقوموا به: ينبغي صيانة هذه الحكومة، كي يكون لها نفوذاً. ينبغي ان يكون ابن العم الكبير في السلطة حتى يستطيع إبن العم الصغير أن يلعب. ينبغي ان تكون اياديهم في جيوب الجماهير حتى يتمكنوا من دفع تكاليف حركة معارضة ايضاً.
إن عمر هذه المائدة هو بقدر عمر الجمهورية الإسلامية. لأن تحليلهم يستند الى أن الجمهورية الإسلامية باقية، فيما ان تحليلنا هو إنها لن تبقى. إذا لن تبقى، ينبغي البحث عن تلك القوى التي خارج هذا الواقع والتي تترك تأثيراً على هذه الأزمة. في اليوم الأول، تحدث لي رفاق وقالوا إنك تبالغ بمكانة القوميين والمواليين للغرب، بالأخص الملكيين. لا أعتقد بإمكانية عودة الملكية في إيران. ليس أمراً ممكناً ان يُنصب ملكاً مرة أخرى في إيران. ولكننا لا نتحدث عن الملكية، بل عن اليمين الموالي للغرب الذي بوسعه ان يجلب شخص كان معاوناً في البنك الدولي. بوسعهم أن يأتوا باناس لا يعد رجال الجمهورية الاسلامية شيئاً مقارنة بتخصصهم الدولي. علينا أن نتأمل ونفترض أية حكومة تريد أن تجلبها امريكا والغرب والتحالف الذين شنوا حرباً على يوغسلافيا والعراق لإيران. تعتقدون إنهم سيجلبوا مهندس طبرزدي الذي يفرض الحجاب على زوجته في مطار اورلي؟ لن يقوموا بذلك. إذا توفرت لأمريكا الفرصة بأن يطاح بالجمهورية الإسلامية، ويتحدثون عن إن الجمهورية الإسلامية قد ولّت، وتقول إنه يجب وضع تحالفنا خلف قوة سياسية، لا تمضي مرة أخرى خلف السيد مهاجراني، ولا السيد خاتمي. يمضون خلف الشخص الذي يجعل إيران قاعدة للغرب في المنطقة. وهذا يمكن أن تكون القوى الموالية للغرب، من ابناء النظام السابق والقسم الأعظم من الجمهوريين. ليس للمشروطيين أختلاف مع الجمهوريين. أ لم يكن مصدق رايتهم؟ إن مصدق نفسه كان ملكياً. لم يكن جمهورياً. إن هذه الحركة الملكية وخصائصها وقادتها هم قادة الحركة الجمهورية كذلك. يمضي القسم الأكبر من الجمهوريين وكذلك جماعة الثاني من خرداد مع هذه الحركة.لا يساوركم الشك إن القسم الأكبر من المثقفين الشعبويين السابقين الذين أعادوا النظر بأفكارهم، أناس حين كنا شيوعيين، كانو ماويين، حين كنا شيوعيين، كانوا موالين لأنور خوجه (الاشتراكية الالبانية)، ولم يقبلوا بأي شيء آخر (غير مساومين). حين كنا شيوعيين، كانوا يهتفون عاش ستالين أو عاش برجنيف وخروشوف وغيرهم. . إن هؤلاء هم الوكلاء اللاحقين لحكومة يمينية غربية في هذا البلد. إن البرجوازية تبحث بصورة واقعية عن قوة حقيقية بوسعها أن تصونها، وإن هذه القوى موجودة. والان العالم عالم التكنولوجيا، عصر إنتقال التكنولوجيا، عصر الراسمالية، عصر عولمة الراسمال. حتى في الصومال، ليس بوسعهم تشكيل حكومتهم القبائلية، إذ ينبغي عليهم أن يفهموا ما هي صلتهم بالبنك الدولي ونظام المقايضة الدولي، وهل هم على إستعداد للتوقيع، في المطاف الأخير، على حقوق الملكية أم لا؟ هل يريدون أن يكونوا جزء من شبكة الأقمار الصناعية أم لا؟ إذا دخلوا حرباً مع جيران لهم، هل سيصغون لما تقوله الأمم المتحدة أم لا؟ يريدون الإتيان بمثل هكذا حكومة، وإن الممثل الطبيعي لهذه الحكومة الرأسمالية هو ليس جماعة الثاني من خرداد. اليوم حتى جماعة الثاني من خرداد، وحتى دعاة "العبور على خاتمي" يأملون ان تبقى الجمهورية الإسلامية وإصلاحها. في الوقت الذي خارج هذه الظاهرة ، ثمة حركتان أخريتان تنشدان رحيل الجمهورية الإسلامية. ومن المثير إن اؤلئك الذي ينشدون رحيل الجمهورية الإسلامية هما قطبان متعارضان في المجتمع: اليمين واليسار.
في كل مجتمع هناك يمين ويسار. وفي كل ازمة، يقفا بوجه بعض. في عام ۱۹۷۹، وقف يمين الحركة التقليدية ويسار الحركة التقليدية بوجه بعض. نظرت الطبقة الاجتماعية أيضاً الى ماذا تقول الأجنحة اليمينية واليسارية للمعارضة التقليدية في إيران ضد بعض، وتنشد هذه الأجنحة راسمالية شعبية، وطنية ومستقلة. كانا في صراع مع بعض وألحقا قتلى ببعض. هذه المرة، قد تذهب الطبقات خلف اليمين واليسار. إنها طبقات مختلفة. تمضي البرجوازية خلف اليمين، والبروليتاريا خلف اليسار. إن هذا أمراً عملياً؟ بوسع الشيوعية هذه المرة أن تكون خياراً. بوسعها أن تكون عنصراً سياسياً متدخلاً.
رفاق! ثمة فرصة تسنح أمامنا. لقد ذكرنا مراراً إن ليس هناك جبرية أو حتمية في منهجنا. لم يكن "إنتصار الشيوعية أمر لا مناص منه" هو رأي حزبنا او حركتنا، وربط حزبنا المستقبل بممارسة الإنسان. وقيل إذا لم يرد الناس، لا يتحقق. وإذا لم يقم الناس بذلك، لا تتحق أهدافهم. وعليه، فنحن الآن في مقطع ومرحلة مفتوحة للممارسة، ممارسة سياسية محددة. يمكن تركها، وجعل الآخرين يخربوها أيضاً كالعادة، ويمكن المشاركة فيها. وذلك لأن القطب المعارض لهذا البديل هو نحن. للمجتمع يسار، يعبُد يساره ويضخمه، حتى وإن كان هذا اليسار صغيراً. فدائيوا الشعب نموذجاً. خرجوا من السجن، لم يكن تنظيمهم منسجماً كثيرا، مضى ۳۰۰ الف او ۵۰۰ الف للترحيب بهم في الميدان. أنا أيضاً مضيت للترحيب بهم، وقلت للجماهير: لماذا تعطوأ الأسلحة للمجاهدين، أعطوها لفدائيي الشعب! لإنهم يسار في المطاف الأخير، ليسوا ملاليين في المطاف الاخير. يكبّر المجتمع يساره. لإنه مجتمع رأسمالي، يحتاج اليسار. لأنه بحاجة للعدالة، وذلك لأنه هناك طبقات متعارضة تتصارع حول ثروات المجتمع، حول حق الحياة، حول الربح والأجر. يصيغ المجتمع يساره، واعتقد إذا سالت اليوم أي شخص، طالما ليس هو من بين تلك الاصناف عديمة القيمة التي تكتب على جريدتها الوضيعة عبارة "ليس الحزب الشيوعي بشيء"، إذا تسال أي ما خارجهم، سيرد ان اليسار تهديد واقعي، وإن اليسار هو احتمال واقعي، وإن من بوسعه ان يحشد اليسار هو الحزب الشيوعي العمالي. إنه الحزب الشيوعي العمالي. إذا إتصلت هاتفياً بكردستان وتسأل: من له مكانة في كردستان: القوى التقليدية لمجتمع كردستان أم الحزب الشيوعي العمالي؟ إذهب وإسال أية إذاعة ذا مستمعين كُثر مناهضة للجمهورية الإسلامية؟ أية قوة أو قوتين بالضبط يتحدث عنهما النظام؟ لقد ذكرت إن الحزب الشيوعي العمالي قد حطم الجسور التي من خلفه، ورُمي بالحزب في هذا التحدي. إذا تخلينا جميعاً الآن عن النشاط والفعالية، فإن قسماً من المجتمع بحاجة للشيوعية والشيوعية هي مبعث حاجة المجتمع، وسيبني حزب شيوعي عمالي من الحجر، بقادة آخرين، بأناس آخرين ويضعهم بوجه البرجوازية. إنه مُجبر. ليس هناك مجتمع ينحر نفسه. ليس ثمة مجتمع يستسلم دون مقاومة. ونحن راية المقاومة بوجه هذه البدائل. نحن هذه الراية. وإن ما هو مختلف كإختلاف المساء عن الأرض في هذه الاثنين والعشرين سنة هو نحن. أما بقية الأشياء فهي نفسها تقريباً. نظام برجوازي ومتخلف ورجعي غير قادر على الحكم وجماهير شرعت بنضالها وتقول انها لاتريد هذاالحكم. تسعى الاحزاب التقليدية الى تسلم أركان السلطة دون ثلم وقدرة الجيش دون ثلم، الساواك دون ثلم ليقوم الجنرال حويتزر بتسليم كل هذه للشخص القادم. فيما تتطلع الجماهير للإنتفاضة وتقول لا نقبل. مثلما هو الحال سابقاً. إنه مجتمع راسمالي، وسيكون العامل في الميدان. إن ما هو فرق هذه المرة هو إن لدينا الحزب الشيوعي العمالي بوصفه رمز اليسار. ولأول مرة، اكثر اشكال الشيوعية راديكالية، معروفة، محبوبة وذات إعتبار ومكانة في إيران. كان لدينا هذا النوع من الشيوعية وعلى شكل عشرة الى عشرين مجموعة قوية في ثورة ۱۹۷۹، بيد أن شيوعية المدينة، شيوعية البلد كانت الفدائيين. إذا قلتم شيوعي، فيعني فدائي أمام حزب توده. إذ لم يعتبروا حزب توده شيوعياً. حين تطلق على نفسك كلمة شيوعي، يذهب ذهنهم لبيكار والفدائيين. ولكن، هذه المرة، حين يقولوا شيوعي، فإنهم يقصدون الحزب الشيوعي العمالي. وأن هذا هو اختلاف اساسي، ولسنا عدة حلقات ومحافل. منظمة منهمكة لأكثر من عشرين عاماً بالتفكير بما ينبغي قوله، وكيف تتحدث، وإلى أين تمضي، ما ينبغي عليها أن تنشده، واية جسارة ينبغي تنميتها في نفسها، واية عوائق عليها أن تتغلب عليها، واية أمور عليها أن لا تولي بالاً لها، وباية أمور عليها أن تولي أهمية وفكرت بها وعملت عليها. أناس أعدوا أنفسهم منذ أكثر من عشرين عام لهذه اللحظة. أناس إجتازوا عوائق كثيرة، دخلوا حروباً. إن هذا الحزب هو حصيلة حروب طويلة مع البرجوازية القومية. إنه حزب الناجين من واقع تاريخي اساسي لإيران، من عملية قتل جماعي لليسار على يد يمين مجتمع إيران (وقصده مجزرة خرداد). كما إن هذا الحزب في الوقت ذاته حصيلة حرب نظامية طويلة مع الحزب الديمقراطي الكردستاني. إن هذا الحزب هو ثمرة أكبر نضال فكري في التقليد الماركسي في إيران، وخرج منه منتصراً. إن هذا الحزب ثمرة تقليد التحلي ببرنامج ومطالب. ضع برنامجنا مقابل كلام اليسار في تلك اللحظة، لتروا أية أمور أبدى الحزب الشيوعي العمالي الإيراني رأيه فيها وأتى بها، حزب يعرف اي منشور عليه ان يصدره، مع من لا يستطيع أن يساير، ومع مَن بوسعه أن يساير، وأية مخاطر تهدده، وما هي إماله. إن هذا ذا فرق شاسع مع عدة سجناء يساريين خرجوا من سجون الشاه لينضموا الى حركة عامة بهذا الحد من السعة.
إن هذا الحزب هو تنظيم جاهز ومستعد. بوسعه أن يدير نفسه، بوسعه أن يدير نفسه في أية قرية، ويدع الجماهير تأتي إليه لتناضل من خلاله. إن هذا هو الفرق الأساسي لهذه المرحلة. ولكن هل يعني هذا ان إنتصارنا حتمياً؟ إطلاقاً! أن فرصتنا لنيل السلطة برأيي هي قليلة الى ابعد الحدود، صغيرة بشكل إستثنائي، ولهذا فإن مهمتنا هي ضخمة بصورة إستثنائية. إن كانت سهلة، لما إحتاجتنا. إن كان هذا العمل سهلاً وأوتوماتيكياً، لما إستلزم هذا الكلام. ونظراً لكونها شاقة،، ولأنها خطرة، ولان فرصتنا محدودة، يستلزم من كل واحد منكم أن يفكر بوجوب أن يضع مرحلة جدية نصب عينيه. وان يضع هذا الحزب نصب عينيه كي يفتح هذه النافذة أو الكوة. وإن فتحناها، سيكون (الحزب) ظاهرة عظيمة. إذا إنتصرنا، سيغدوا ظاهرة عظيمة. لا أعرّف النصر بصورة مطلقة: أما نستلم السلطة أو كل شيء ينتهي! بوسع الحزب الشيوعي العمالي أن يكون بذلك الحد من القوة والإقتدار بحيث يفرض سلطة مزدوجة في البلد. حتى اذا استلم اليمين السلطة، فبوسع الحزب الشيوعي العمالي الذي من القوة بحد لا يستطيع أن يفرض سلطته على الحزب الشيوعي العمالي وتقصم الحركة العمالية ظهر هذا اليمين.
بوسع الحزب الشيوعي العمالي أن يكون بدرجة من القدرة بحيث يصون، باسلحته، مجمل مكاسبه. ويعمل لعشر سنوات من أجل توحيد السلطة العمالية. بوسع الحزب الشيوعي العمالي أن ينتزع كل السلطة او قسماً منها. بوسع الحزب الشيوعي العمالي أن يقوم بما من شأنه ان يجلب الحركة العمالية في إيران والإشتراكية العمالية على الخارطة السياسية لإيران. يمكن أن يقتضي ۱۵ عاماً لترسيخ السلطة العمالية. إن كل هذه هي جزء من إحتمالات، ولكن أن يقوم بعمل ما من شأنه أن ينتزع السلطة في المطاف الأخير. وأن هذه هي اساس قضيتنا اليوم. بوسع هذه الفرصة ان تفلت من يدنا. في مقابلة مع جريدة انترناسيونال هفتكي (الاسبوعية) بخصوص المؤتمر، تحدثت عن إمكانية أن تفلت هذه الفرصة من أيدينا بسهولة. وبرأيي من المحتمل كثيراً أن تفلت من أيدينا. أعرف انفسنا كثيراً. نحن لسنا أناس هذه المسالة بصورة تلقائية. نحن أساتذة إرتكاب الأخطاء.، نحن أساتذة تكبيل ايادي بعض، أساتذة افلات الفرص وإضاعتها. لست متفائلاً، ولكن ما يبعث على الإثارة في القضية هي تلك النافذة التي ترنوا أمامنا، وذلك لأنها موصدة أمامنا حتى هذه اللحظة.
لأول مرة، تتوفر أمامنا فرصة صغيرة للقيام بعمل كبير. يمكن إفلاتها. حتى إن افلتناها، فإننا كنا أناس شرفاء، أتينا شرفاء ورحلنا شرفاء. ولكن ليس بوسع احد أن يسلب منا إننا كنا، لأكثر من ۲۰ عاماً، ممثلين للعدالة الإجتماعية وتحرر الانسان في المجتمع وممثلي محو إغتراب الإنسان والخرافة والجهل في البلد. ليس بوسع أحد ما أن يسلبنا إننا أول من طالبنا بالحرية بدون قيد أو شرط للانسان، أو دافعنا عن المساواة التامة والمطلقة بين البشر و ليست راسخة في الامارات العربية الفلانية. إنه مجتمع من ۶۰ مليون نسمة في موقع إستراتيجي وذا مكانة وموقع حاسم في الشرق الأوسط وذا حضور دائمي في أذهان ووجدان أوربا الغربية، وهو من الثورة المشروطة وحتى الآن بلد مهم، برأيي أهم من الأرجنتين، أهم من شيلي، أهم من البرازيل، من ناحية الجغرافيا السياسية العالمية ومن ناحية مكانته في العالم الغربي والحركة التي بالوسع الحدوث فيها. يقلب هذا التحول في إيران رؤية الجميع الى قضية الشرق الأوسط، يصبح الشرق الأوسط شيء آخر. تصبح شمال افريقياً شيئاً آخراً، وتصبح مسالة الاقليات والمسلمين في أوربا شيئاً آخر.
يطرح الإنتصار في إيران قضية الشيوعية مرة أخرى. سيضعوا صوركم على أغلفة التايمز والنيوزويك ويكتبون: هل عاد لينين؟ هل عاد تروتسكي؟ سيقوموا بذلك. في المرة السابقة، في المؤتمر السابق، تحدثت عن إن اللوحة سيطرأ عليها تغيير سريع، وطرأ عليها. وطرأ عليها تغيير أسرع هذه المرة. لا تندهشوا إن قارنوكم بروزا لكمسبورغ ولينين وتروتسكي، ويطلقوا على أحد منا قائد الجيش الأحمر. لا تندهشوا إذا ما فرشوا السجادات الحمراء في عواصم العالم لإستقبالكم، ولينصتوا لأي كلام تودون قوله؟ وسيواجهوا فعلاً بقضية: هل إن الشيوعية تم إحيائها مجدداً؟ هل بعد ۱۲ أو ۱۶ عام من إنهيار جدار برلين، يُجابه العالم مرة أخرى بمعضلة لينين؟ إنها أمر عملي، وإن حركة شيوعية مقتدرة في إيران بوسعها ان تضع الشيوعية مرة أخرى على خارطة العالم. سيدرجوها ضمن المواد الدراسية للجامعات. سيضعوها في مقدمة أغاني الحفلات وأشعار الشعراء. تصبح الشيوعية مطروحة مرة أخرى، ويغدوا ماركس الاكثر مبيعاً. وترون مرة أخرى المطرقة والمنجل على تيشيرت الجميع ( اذا كان لوغونا المطرقة والمنجل، ينبغي ان نصيغ لوغونا). مرى اخرى، ويمكن أن تأتي تلك الحركة التي كنا نتحدث عنها دوماً، أي "إحياء الشيوعية على الصعيد العالمي"، على يد حزب شيوعي منتصر ومنتصر تقريباً، تصبح أمراً عملياً. إنها عملية صعبة وغير محتملة، بيد إنها عملية.
ما ينبغي علينا عمله؟ لأتحدث عن هذا قليلاً. رفاق! في السنوات (۲-۳) الأخيرة، ثمة مقولتان: الحزب والسلطة السياسية والحزب والمجتمع، كانا إطاراً تناولنا مواضيعنا من خلالهما ولا أتحدث أكثر من إننا لم نؤسس حزب سياسي كي نتملق لبعضنا البعض وكي نلتف حول بعض ونرفع الوحدة في الغربة. أسسنا حزب سياسي كي يعرف المجتمع بوجوده. وبدعمه، يغير المجتمع. إن حزباً سياسياً لا يستطيع أن يمثل المجتمع، وعاجز عن تنظيم المجتمع وهز المجتمع ليس بحزب سياسي. بوسعه أن يكون اي شيء آخر، قد يكون جيد جدا، وقد يُمنح جائزة نوبل، بيد أنه ليس بحزب سياسي. أن موضوعة الحزب والمجتمع هي موضوعة حزب سياسي. ينبغي أن نكون حزباً سياسياً. كلما كان عمودنا الفقري أكثر ماركسية، ينبغي ان يمنحنا ذلك القدرة على أن نكون حزب أكثر جماهيرية. كلما كانت قيادتنا وكوادرنا أكثر تجربة، يوفر لنا المجال أكبر لتوحيد أناس عديمي التجربة. وكلما قمنا بالدعاية والتحريض أفضل، كلما كتبنا بشكل أفضل، أصدرنا جرائد، يوفر لنا الفرصة أن نجلب أناس غير متعلمين، خجولين وقليلي الحديث الى صف النضال. أن هذا وضعنا. ينبغي أن نقوم بذلك. ينبغي تاسيس حزب سياسي. وإن هذا هو في مقدمة القضايا، وان موضوعة الحزب والمجتمع هي موضوعة تاسيس حزب سياسي. من جماعة ضغط لحزب سياسي. إن هذا جدول أعمالنا. أمامنا ۶-۷ أشهر لذلك، في هذه الأشهر ۶-۷ ، ينبغي ان نمضي لتأسيسه. ينبغي ان تسمع مجمل إيران صدى إنفجار قنبلة الشيوعية العمالية في بيوت الجماهير، وتعرف إن حزب الشيوعية العمالية قد حضر ليحارب ويبقى.
موضوعة السلطة السياسية: نحن حطمنا هذا التابو (المحرم). يشتموننا بحديثهم عن (إننا) "أنصار سلطة سياسية"! ألم يكن داريوش فروهر كذلك؟ أليس داريوش همايون كذلك؟ أليس مسعود رجوي؟ أليست سان سوجي في بورما كذلك؟ أليس حزب العمال البريطاني كذلك؟ أليس الليبراليين كذلك؟ أليس الاشتراكيين الديمقراطيين كذلك؟ أليس المحافظين كذلك؟ اليس كل من نشد تغيير شيء ما تَعَقَبَ السلطة السياسية؟ لماذا لا ينبغي على الشيوعيين أن يكونوا كذلك؟ السلطة السياسية هي السبيل من تفسير العالم لتغييره. إنها مجمل نظرية ماركس حول الدولة، إذ تحدث عن بديهية وهي "أيها السيد ثمة دولة لا تسمح لك بتغيير العالم، وتصون مرتكزات النظام القائم والوضع القائم"، وإنك لتهدر جهدك حين تسعى لتغيير جزئي ولكن تركيبة السلطة مصانة دون مس. أنها موضوعة السلطة وينبغي أن لا يساورنا اي تردد في اننا ننشد المضي نحو السلطة.
يقول البعض إنكم تبالغ، تكذبون، تضخمون أنفسكم، هل تعرفوا أي خطا منهجي ملفت للإنتباه ترتكبون؟ إنهم يقارنوننا بالحزب البلشفي بعد الإنتصار. رجاءاً، قارنوننا بالحزب البلشفي ما قبل الإنتصار. إعقدوا مقارنة بالحزب البلشفي في ۱۹۱۴ أو ۱۹۱۵ أو حتى ۱۹۱۶! كيف يمكن قياس قدرتهم بنا؟ أين كان البلاشفة على خارطة روسيا؟ مقارنة بالحزب البلشفي ما قبل الإنتصار، قبل شباط، نحن ظاهرة أكثر ملموسة، مطروحة، إجتماعية، مستقيمة النهج وأكثر إستعداداً. قد تُلحق الهزيمة بنا، ولا نبلغ تلك المكانة في التاريخ. ولكن، من الآن، قارنوا: ذهب تروتسكي في وقت الثورة لأمريكا، لا أعلم ماذا كان ينوي أن يفعل! كل هذه الكوادر التي رأت وشاركت في حروب، قامت بالدعاية، وخصصت مجمل وقتها فداءاً لنضال سياسي، حزب تسير قواه العسكرية الآن تحت أعين الجمهورية الإسلامية في مريوان وتلقي بالتحايا على الناس، حزب نصب إذاعة وتنصت مئات الالاف لإذاعته وتحصل منه على خط ونهج سياسي، حزب تقوم كل البرجوازية بكيل الشتائم له كي تبرأ نفسها من العنف ومن الثورة، عبر هذا السبيل. مارسوا على طرف ما الضغوطات بعد كونفرانس برلين بـ: اي عمل هذا إرتكبته؟! يقول الموت للحزب الشيوعي العمالي! كي يتركوه في حاله، كي لا يعتقلوه، كي لا يعذبوه، لم يرتكب جرما! أمرء مثير للشفقة، برايي. بوسعه أن يقول كلامه ويذهب للسجن. تمضي انت للسجن، وبعدها تخرج. يفهم الدالي لاما ذلك أيضاً، ويذهب للسجن ويعترض. ولكنه يقرر على توجيه الشتائم للحزب الشيوعي العمالي، وذلك كي يقول إنه يبغض العنف، مسالم، إنه رجل قانون، كي يقول إنه على إستعداد للمساومة والتنازل. إني إصلاحي مرتبط بمدى قدرتي على توجيه السباب للحزب الشيوعي العمالي في صحافتي وفي خطاباتي وفي جريدتي الفلانية وأماكن أناس من الثاني من خرداد إلى محافظ كردستان و وزارة الاستخبارات وجناح خامنئي في الحفظ والصون. يسمّي أحد ما نفسه شاعراً يوجه الكلام البذيء لنا. وبعدها، نحن الذي نفتقد الاتكيت، وهو مؤدب! وإذا ذهب إليه أحد ما وقال له لا تقل هذا!، سيهب ۱۵-۲۰ شخص من الذين حوله ويردوا عليك: لماذا تهاجم هذا الكائن المعصوم واللطيف؟ شاعر! ولكن حين يكتب نثراً، يشتم بنا!
لقد سُجِلَّتْ هذه الحقيقة في المجتمع. أمضوا وأنظروا ماذا يقولوا للجماهير عنا. يقولون فلان "إبن يهودي راسمالي ممول" يريد أن يجلب الشيوعية لإيران. "إبن يهودي ممول"!!! لمذا يقولون هذا؟ لأنه رمز التصدي للحكومة. أناس ينشدون أن يسـتأصلوا الدين من جذوره، ولا يريدون أن يصينوا ذرة منه. أناس إذا أتوا، من المقرر ان أتوا، لن يتركوا أحد، أحد يعني أحد منهم، وأن هذا هو التصوير الذي يرسموه عنا برايي. بيد إن الحزب الشيوعي العمالي هو أمل أي شكل من غياب العنف في هذا البلد. دعني اقول التالي: إن السبيل الوحيد للسعادة المسالمة والسلمية والإنسانية وغياب المشقات لجماهير إيران هي الحزب الشيوعي العمالي. إن من يتحدثون بهذه الطريقة، هم أؤلئك الذين يدفعوا في الحقيقة البلد صوب سيناريو كالح. يدفعونه للحرب. إذا أسست حركة وأردت أن تصون الملالي، ستستل الجماهير السلاح بوجهك. تتوهم أنك تستطيع إصلاح البلد. إضعاف الملالي، وبعدها تلجم الناس من أن يقطعوا رقابهم. أ تعتقد ان بوسعك منح ذرة من حقوق المراة وإسكاتها؟ لا يمكنك ذلك. هل تتصور بوسعك أن ترخي حبل أجواء القمع ولو ذرة؟ ينفجر البلد. إن التيار الوحيد الذي بوسعه جلب السلام والسكينة والتغيير الواقعي للمجتمع بدون عنف هو مَن يقرر أن يصغي لكلام الجماهير، وهذا التيار هو نحن. لا تريد الجماهير هذه الوضعية. إن هذا التيار هو من يرفض عقوبة الإعدام، واذا كان للملالي عقل، عليهم من الآن مراجعتنا برايي. ( تصفيق متواصل للحضور).
إنه تيار يقر بحرية تعبير أي شخص، ويعطي الفرصة لمعارضيه للتعبير عن أنفسهم. إنه تيار يقول لموالي الملكية أو الإسلام الفاشي: إذهب وأسس حزبك. إنه تيار يقول انني لا أؤسس لشرطة سرية، وليس من حق أي أحد أن يحمل سلاح مخفي في الشوارع. إذا كنت جزء من القوى النظامية، إرتدي زيك النظامي. إنه تيار يتحدث عن أن ليس بوسعك إحتجاز أحد اكثر من ۲۴ ساعة، وإذا لم تقم بإعلان التهمة وتكشف براهينك وأدلتك، بوسعه أن يقدمك للمحكمة. إنه تيار يقول إن حق التجمع والإحتجاج والتنظيم هو حق بديهي للجماهير لأي سبب كان. إنه تيار يتحدث عن ليس لدي مقدسات. بوسع اي ما أن يتحدث بصورة سيئة عن أي شيء، وليس من حقك أن تُستفز. ليس من حقك إعتقاله، ليس من حقك أن تعمل صخباً وضجيجاً، ليس من حقك إطلاق فتوى. أود أن العن الله، أجلس وإسمع وقم بلعني أيضاً. يقومون بهذا في هذه البلدان. عليك مراعاة ذلك. أود أن اشتم القومية، أود أن اشتم مقدساتك. تعال وأشتم أنت ايضاً. نحن بشر نأتي للحياة مرة واحدة، نود أن نصرح بالكلام الذي في صدورنا، ما هو ربط ذلك بأحد؟
إنه تيار ينوي جلب الحرية، إنه تيار بوسعه الدفاع عنها. أنه تيار يعرف إن الحرية لا تاتي بكلمات مبتسرة حول نيات خيرة، بل تأتي من السلطة السياسية لطبقة تكون لها مصلحة في الحرية وبوسعها الدفاع عنها. "لنأتي جميعاً لنتعلم ونتمرن لنكون ديمقراطيين"! في اي مكان من العالم، أتت الحرية بهذه الطريقة؟ أتى حزب ثوري، طبقة ثورية وضربت وقالت لا لتطاول الكنيسة! الجماهير اصبحت حرة. المرأة والرجل متساويين، وإذا تعارض هذا، أرميك في السجن! الجماهير حرة. لنفترض اني تمرنت على الديمقراطية، تمرنت كثيرا، وبعدهها تمرضت وتوفيت. هل على الشخص الذي من خلفي ان يبدأ من أول تمرين الديمقراطية؟ إن الحرية موضوعية، إنها مقولة موضوعية ينبغي أخذها وصونها. وفقط من له مصلحة فيها، ياخذها ويصونها. إن من يقول الحقيقة، يعتبر الحرية من صالحه. إن أمرء يقول لنمضي ونقول كلامنا امام الناس كي نرى ما هو رايها وتقف مع مَن، وبعدها، سنصوت عليه في المجلس. دع الناس يقولوا كلمتهم، لا برلمان طفيلي. أتعجب فعلاً من امريء يسمي جميلة كديور ممثل الجماهير. في اية إنتخابات؟ بأية مرشحين؟ باي درجة من حرية الدعاية؟ في هذا البلد، إذا قلت ان المندوب أو الممثل الفلاني حصل على ثانية اقل من آخر فيما يخص حق الدعاية التلفزيونية، تُعلن الانتخابات مثلومة. بيد إن في قاموس إصلاحيينا، تعد جميلة كديور ممثلة الشعب. لم يسمحوا لشكم أن تشاركوا، هل دعوكم لترشيح انفسكم؟ سمحوا لكم بإصدار جريدة؟ أسمحوا لكم بإيصال صوتكم للناس؟ هو من أجرى الإنتخابات، وفوّز رفيقه بها، وبعدها يتحدث عنه كممثل الشعب! إن قامت بهذا كوريا الشمالية، لشنو حرباً باردة عليها وتحدثوا عن "لا يمكن هذا"! السيد كيم ايل سونغ ليس مقبولاً. قام ميليسوفيتش بهذا، يريدون محاكمته. ولكن يقوم خاتمي بهذا، يقولون: رجل دين لطيف! كم هو ليبرالياً! كم هو محبوب! أقام إنتخابات وأخرج ابن خاله من صناديق الاقتراع فائزاً!
بوسعنا أن نجري إنتخابات وتدلي الجماهير بأصواتها. واذا كان هناك طرف يتعقب سيناريو ابيض، سيناريو إنساني للتغيير في المجتمع، ينبغي ان ياتي معنا، ينبغي أن يأتي معنا. ليس لدينا برجوازية إصلاحية، ليس لدينا برجوازية طيبة القلب، ولا برجوازية متمدنة، لا نستطيع أن يكون لنا ذلك لأن تمدنها بقدر "محفظة نقودها". أذا لم تحقق ربحاً، تهجم! ليس بوسعنا في إيران جلب حكومة برجوازية، بحالنا التقني هذا وإقتصاد عاجز عن المنافسة في السوق رغم رخص الأيدي العاملة، حكومة تقول لك أمضي وأسس إتحاد، ليس هناك مشكلة. إن تشكيل إتحادية يعني إنخفاض ارباحك. عندها ستقوم بإنقلاب، وهذا السيناريو نعرفه وخبرناه. ليس لدينا برجوازية وطنية تقدمية، لقد كان هذا كلامنا قبل ۲۵ عاماً! بوسع العامل فقط، الشيوعية فقط أن تجلب السعادة، الرفاه، السلام الأمان والتمدن.
هل سيسمحوا لنا إذا ما إنتصرنا؟ هل يسمح الناتو؟ هل يقبل الغرب؟ ألا تراق دماء حركة جماهيرية إنسانية عريضة؟ أعتقدد بوسعنا مواجهة الأمر دون حرب. إذا ما إنتزعنا السلطة، سنشرع أبواب البلد، نشرع ابواب البلد ونضفي شفافية على العملية السياسية في البلد بدرجة لا يبقي اي مجال امام أحد للقيام بالمؤامرة عليه. نطلب أن تأتي وكالات أنباء العالم كله، ندعو جميع مواطني العالم أن يأتوا ويروا بام أعينهم. لن نشيّد اي سور حديدي في البلد. لن نكمم أفواه أحد. تعالوا قولوا كلامكم، وإعدوا تقاريركم. تعالوا وتجسسوا. بوسع اي عابر سبيل المشاركة في الإنتخابات. هناك مجلس، إذهب وقل كلامك. وهو الامر الذي تراه هنا الان (في القاعة). ليس ثمة إمكانية لإسكات هذا البلد. إنه ليس العراق وصربيا. إنها حكومة الحرية التي ستهب مجمل البشرية التقدمية من عواصم فرنسا وبريطانيا والمانيا للدفاع عنها إن أتينا. أذا أتوا سيروا أن التمدن هو من إنتصر هنا، هنا بشرية منتصرة. من المؤكد إنهم سيقوموأ بمحاولاتهم، ولكنهم سيصابوا بالشلل امام حكومتنا ربما أكثر مما اصابهم مع البلاشفة. ويكونوا مجبرين على الإذعان بان هذه حكومة محرومين، وإنها حكومة تمدن أناس ينشدون الحرية.
رفاق! لقد كان حديثي مطولاً. إن هذا القرار لا يتعدى نداءاً. نداء بإدراك أهمية الوضعية، والمهام الجسيمة التي تضعها على عاتقنا، وإنها أكثر جسامة مما تعتقدون. إتحادكم وطاقاتكم وثقابة رؤيتكم وشيوعيتكم أمام إختبار برايي. ويجب أن يخرج هذا المؤتمر وينفذ هذا البرنامج. قد تُلحق بنا الهزيمة، ليس هذا الإحتمال بقليل، قد ننهزم ونعود تحت الضغط مرة أخرى. ولكن لن نتخلى عن اي شيء حققناه بسهولة. إني على ثقة من ذلك. ولكن هذه الحركة مُلزمَة بمهمة، وأن هذا مدينين به لتاريخ الشيوعية، للطبقة العاملة العالمية، للعامل الإيراني، للجماهير، لكل طفل في إيران ياتي لهذا العالم الآن، مدين بان يقوم بسعيه والا دورة جديدة من القتل والتلاعب بمصير الجماهير. على أية حال، كلي أمل ان يدرك المؤتمر حساسية اللحظة التي نمر بها.
منصور حكمت
انترناسيونال الاسبوعية، العدد ۴۸، ۶ نيسان ۲۰۰۱
ترجمة: فارس محمود
Arabic translation: Faris Mahmood
hekmat.public-archive.net #1635ar.html
|