رسالة الى رفيقين*
حول الخلافات وتاسيس فراكسيون (كتلة) في الحزب الشيوعي العمالي العراقي
الرفاق الاعزاء اسو غريب وبمو علي
تحيات حارة وامنيات بالصحة
استلمت رسالتكم المؤرخة في ١٤-٦-١٩٩٦ حول الخلافات داخل الحزب الشيوعي العمالي العراقي. اشكركم على ابداء لطفكم وعلى طلبكم ابداء رايي.
رفاق، ان رسالتكم تبعث على الاسف من جوانب كثيرة على اية حال. في اوضاع ظهر، ولاول مرة في مجمل تاريخ المنطقة، حزب شيوعي عمالي بهذه المعتقدات الراديكالية وكَسَرَ احتكار الاحزاب القومية والرجعية للاجواء السياسية على الاقل في كردستان، في ظرف وفرت اوضاع العراق والاوضاع العالمية فرصة ثمينة، ومن المؤكد قصيرة، لتدخلنا الحاسم، انه لامر يبعث على الاسف الكبير ان لانستطيع الظهور كصف موحد ومفعم برغبة العمل ومتحد. انه لمبعث اسف ان نُجّبَرْ على تناول شقوقكم الداخلية حتى ليوم واحد. انه لمبعث اسف كبير حتى لو اشير مرة اخرى الى ان الشيوعيين متخصصين في اطلاق النار على اقدامهم وفي اكثر اللحظات جسامة. ينبغي علينا انجاز عمل مهم في هذه الفرصة التاريخية الصغيرة التي توفرت لنا في العراق وكردستان عرضاً. لن يمنحوننا فرصة اخرى. انه لامر لايغتفر ان نفوت هذه الفرصة.
رفاقي الاعزاء، بغض النظر عن اين تكمن جذور هذه الاختلافات، وحول ماذا، انتم على حق ام لا، أثمة تقصير ومَنْ المُقَصِّرْ وغيرها، انه لمبعث اسف حقاً لنا نحن البعيدين عن الميدان وترنوا اعيننا بشوق لفعاليتكم وايدينا مكبلة.
لا اقصد الاتحاد باي ثمن وغض النظر عن الاختلافات السياسية الجدية. ان كانت ثمة مواقف خاطئة، يجب اصلاحها. ان كانت هناك اساليب غير صحيحة، ينبغي تصحيحها. بيد ان هذا امراً مستحيلاً دون النقاش والجدل والنضال داخل الاحزاب الشيوعية. ولكن شخص يتحدث بالاخص عن غياب التقليد الشيوعي، عليه ان يعلم ان احد التقاليد المهمة والمنسية لشيوعية ماركس ولينين هو النقاس الحر والسياسي في خضم النضال الشيوعي المشترك والممارسة الموحدة. للاسف، ان الصورة التي تبينها رسالتكم ليست كذلك.
رفاق، قبل عدة ايام من استلام رسالتكم، كان كل ذهني منهمكاً بماذا ينبغي ان يكون عليه جوابي المبدئي. لا انوي في هذه الرسالة الدفاع اي شخص او هيئة. ان معلوماتي الحالية عن ماهية وخلفية الاختلافات هي اقل مما تمكنني من مثل هكذا تدخل. هناك عدة عوامل تُصَعِّبْ علي التدخل في ماهية الاختلافات:
تتحدثون عن اختلاف سياسي مع قيادة ونهج الحزب العراقي والذي من الظاهر انه تصاعد بحد جعل الحزب مستقطباً حسب قولكم ووضع وحدة الحزب تحت طائلة السؤال. بيد اني لم ارى ولاسطراً واحداً حول ماهية هذه الاختلافات السياسية، المسائل موضوع الاختلاف، خلفيتها، مراحلها السابقة، نظراتكم الاثباتية، بلاتفورمكم السياسي وبديلكم. اشك ان المسالة تتعلق بقلة اطلاعي صرفاً. ان رفاق من المكتب السياسي للحزب العراقي والذين لدي ارتباط بهم لم يروا وثائق ايضاً. يبدو ان كل القضية قد بدأت بدون خلفية ولاسابقة الى حد كبير. ان رسالتكم تطابق واقع حال ان هناك خط سياسي محدد فيه، ذا بلاتفورم (خطة عمل) ووثائق مدونة، قرارات ومقررات سياسية وعملية، وسياسات بديلة، وبعد اشهر مديدة من البحث والجدل مع القيادة والخط الرسمي عبر القنوات الحزبية، تم الان اتخاذ قرار تشكيل فراكسيون. إن جرت هذه المناقشات والابحاث، عندها يمكن دعوة كل امرء لابداء النظر والحكم سواء كنت انا ام اي رفيق عضو في الحزب الشيوعي العمالي العراقي تخاطبوه. من الناحية المنطقية، ينبغي الاطلاع على هذه الوثائق، واتخاذ قراره. إن كانت هذه الوثائق موجودة، اكون مسروراً ان بعثتموها لي ايضا حتى افهم خلفية النقاش. اذا لم تكن هناك هذه الوثائق وهذه الخلفية المدونة للاختلافات، عندها سيكون سؤالي وسؤال اي عضو حزب: لماذا تطرح الاختلافات بهذا الشكل الحاد والمتقدم قبل ان تُطْوى هذه المراحل.
وفي السياق ذاته، ادرجتم اتهامات تنظيمية كبيرة بالقيادة مثل: قمع المعارضين، البيروقراطية، تكريم المؤيدين، فبركة وتزوير حقيقة وضع الحزب، التآمر والدفاع عن مكانتها باية قيمة وثمن. ساتطرق الى مسائل اخرى تتعلق بهذه الاتهامات لاحقاً. ولكن الى هنا سؤالي وسؤال اي مراقب موضوعي هو: ماهي البراهين والادلة على وجود هذا الشكل من اللامبدئية التنظيمية؟ في اية قنوات تنظيمية طُرِحَتْ هذه البراهين والنماذج سابقاً ؟ اية شكاوي قدمت من قبلكم، وماذا كان رد القيادة على هذه الشكاوي؟ في اي مرجع تنظيمي تم طرح هذه الاتهامات؟ ان كانت هناك براهين وشكاوي، يجب ان يكون اي مراقب دعيته لابداء الراي على اطلاع عليها. اما اذا لم يكن الامر كذلك، عندها يكون السؤال هو: ألاينبغي في حزب حقيقي وواقعي، حزب جدي، ان تُطْوى هذه المراحل بدءاً؟ ألاينبغي قبل القاء الاتهام بصورة علنية على احد ما، السعي لاثبات ذلك في مرجع تنظيمي مشروع اولاً ؟ ماذا كان رد قيادة الحزب واللجان القيادية للحزب على الاصعدة المختلفة، وانتم انفسكم اعضائها رفاق، على شكاويكم الرسمية والمدونة بحيث رايتموه غير كافياً ولا مناسباً؟
طلبتم مني ان ابدي رايي. اشرتم الى اقصى درجات المحبة، وان ذلك يعني ان لرايي مكانة عندكم. ولكن اليس هذا العمل متاخراً فعلاً برايكم؟ لقد جعلوا امرء ماقاضياً، ولكن ما ان وصله الخبر، كانت المحكمة قد اوصدت ابوابها، صَدَرَ الحُكم، بل تم تنفيذه حتى، واتخذ الجميع قرارهم، اقتادوا المجرم وانفض الجميع. اي شيء بوسعي اضافته لهذا البحث حين يكون جرم القيادة امراً مسلماً به في ساحتكم، وأُدينَ لا عملها السابق فحسب، بل نيات وحركاتها المستقبلية (مثل سلوكها في المؤتمر القادم). والادهى من ذلك، حتى ان مصير المدافعين عن القيادة فعلاً والذين من نفس القيادة قد تم تحديده كذلك، اذ تقولون "ليس هناك من يثق بالقيادة ماعدا جماعة محدودة لديها اغراض خاصة" وان "تاييدك (اي انا) لهم، وبدون حل المشكلات الداخلية، سيعمق من الاسئلة وانعدام القناعة". ان هذا يضع قالب واطار ضيق ومحدود جداً لابداء الراي. كيف يمكن التدخل حين يُعْلَنْ سلفاً ان موافقة الطرف الاخر، من وجهة نظر احد الطرفين، هو امر مرفوض ودلالة سوء نية وانعدام معرفة وقلة اطلاع؟
على اية حال، مثلما قلت اني لا اقصد الدفاع هنا عن شخص وهيئة وراي وسياسة خاصة لاني لست مطلعاً وليس لي علم بالقضايا موضوع الخلاف وراي كلا الطرفان حولها. آمل استلام وثائق هذه المناقشات وايصالها لي وللرفاق الاخرين هنا باسرع وقت ممكن حتى نستطيع القيام بتدخل مباشر اكثر في هذه المناقشات ربما.
اسمحوا لي ان اذكر بعض المسائل التي تخص الاطار العام للقضية والمباديء التي ينبغي التأكيد عليها بهذا الخصوص.
١- تقولون ان ثمة تناقض في حزبنا بين نظرية البرنامج ونظرية التنظيمات. وتقولون ان المسالة تتعلق بابتعاد النظرية الشيوعية للحزب عن ممارسته البرجوازية الصغيرة. استناداً الى ذلك، يتطلع القاريء الى سماع تحليل عن الاسباب التاريخية، السياسية، الاجتماعية والمادية لهذا الفصل بين النظرية والممارسة. ولكن استنتاجكم يرهن مجمل القضية بعدة افراد يقفون على راس "هذه الممارسة". تُرمى المسالة على كاهل القيادة. برايي ايضاً ان ثمة فصل حقيقي بين نظريتنا وممارستنا، ولكني اشك ان تفسير مثل هكذا معضلة تاريخية-اجتماعية، والتي في الحقيقة يعد عدم وجودها في حركتنا في هذه المرحلة امراً يثير الاستغراب، يرمى-اي التفسير- على كاهل عدة رفاق. وثانياً من هي القيادة؟ هل المقصود المكتب السياسي؟ اللجنة المركزية؟ اللجنة القيادية لمنظمة كردستان؟ لجنة السليمانية؟ انكم انفسكم، ومن المؤكد، رفاق كثر من بين الرفاق الذين يشاطرونكم التصورات هم اعضاء في هذه اللجان. ان تحليل يرهن المشكلة بافراد، يقع على عاتقه مهمة ان يطرح هوية هؤلاء الاشخاص كذلك. عبر اية عملية ومسار تبين انه ينبغي غسل الايدي من عشرات الرفاق كلهم؟ كيف تبين ان كل واحد منهم يدافع عن تقاليد البرجوازية الصغيرة؟ لحد علمي، بعض من رفاق القيادة، يتم اطلاعهم اليوم لاول مرة على ارائكم واختلافاتكم. الحزب في بداية عمله. لم تعقد اللجنة المركزية سوى اجتماعات قليلة، والان بدات تظهر بشكل وحدة واحدة، كيف تَبَيَّنَ وأُثْبِتَ اصرار كل فرد من اعضائها على الممارسة البرجوازية الصغيرة؟ ان فهم وادراك هكذا استنتاج، بهذا الحد من السعة والشمول، هو امر صعب بالنسبة لي.
٢- ان الاتهامات التنظيمية التي تنسبها لـ"القيادة" (قمعية وغيرها) هي اتهامات كبيرة. ان القمع والاستفادة من الادوات التنظيمية ضد المعارضين السياسيين امر مرفوض ومدان في تقليدنا. ان مكان المرء الذي يعد هذا اسلوبه ليس في حركتنا. ولكن، ولسبب ذاته بالضبط، لايمكن لاي احد القاء مثل هذه الاتهامات باستسهال بحق رفاق الحزب، سواء الاعلى ام الادنى. ليس بوسع احد ان ينسب مثل هذه الاخطاء علنا لشخص دون ان يُقَرْ ذلك في مرجع تنظيمي سلفاً. اننا في برنامجنا، والذي ترغبان بصورة صحيحة ايضاً ان تكون ممارستنا متطابقة معه، اعلنا ان الافتراء، اي القاء تهمة لم يتم اقرارها رسمياً، هو امر ممنوع. انا ننشد تامين هذه الحقوق لجميع الناس. هلموا لنقوم بممارسة ذلك في حزبنا. تمعنوا في رسالتكم مرة اخرى. ان نسبة هذه الاعمال الى قيادة الحزب (التي لم تذكروا هويتها ايضاً، ولهذا، فانها تشمل الجميع دون ريب) ربما هو امر منصف وواقعي برايكم. ولكن، رفاقي الاعزاء، ان معيارنا ليس اقرار التهمة بناء على ادعاء المشتكي. اننا حزب سياسي جدي، او من المقرر ان نكون كذلك. قبل درج ١% من هذه الاتهامات على اي عضو حزب، ناهيك عن قيادته، ينبغي اقرار صحة ذلك في مرجع تنظيمي رسمي ومخول. هل جرى ذلك؟
برايي، ان ذلك اكبر جوانب القضايا الاخيرة ورسالتكم وطأة. ان الخلاف السياسي ليس امراً غير مخيف فحسب، بل انه ايجابي وبناء الى حد كبير، ولكن على شرط ان يكون سياسياً ويبقى سياسياً وان يجري بين اناس سياسيين. اسمحوا لي ان الفت انتباهكم الى جانب اخر من هذه المسالة. ان هذه الاتهامات ليست كبيرة فحسب، بل انها معروفة بشكل يبعث على العجب. رفاقي الاعزاء، انه ليس بصدفة ان يطلق على قيادة هذه المنظمات مع اي تجابه او صراع اجنحة في احزاب اليسار على امتداد عقود طويلة تهمة "قمع المعارضين وممارسة الديكتاتورية. اذ اعدت البرجوازية والغرب خصوصاً هذه الاتهامات للاحزاب اليسارية والشيوعية سواء قبل الحرب الباردة وبالاخص اثنائها. وقد تصح هذه الاتهامات بعض الاحيان. ولكن ليس هذا سبب شيوعها. انه التصوير الذي يقوم اليمين عبره باخافة الناس من اليسار. انها احد الاسلحة المهمة في ترسانة معاداة الشيوعية للبرجوازية. اعذروني ان لم اشعر بتعاطف مع اؤلئك الرفاق الذين يلجئون الى هذه الكلمات المعروفة وسيئة الصيت سلفاً بمجرد ظهور اختلاف في الراي مع "القيادة" والهيئات "الاعلى"، ويرمونها بوجه رفاقهم. تتبعوا الاخبار وانظروا ماذا يعمل رؤساء حزب المحافظين والعمال البريطانيين بمعارضيهم، واية حقوق واسعة يتمتعون بها لفرض ارائهم وسياساتهم او لطرد عضو او كادر او عضو اللجنة المركزية لحزبهم. سترون باية ابعاد وباية سهولة ومشروعية تتم تصفية وقمع المعارضين في الاحزاب الليبرالية والاشتراكية الديمقراطية في اوربا. انظروا للصلاحيات التي يتمتع بها رؤوساء هذه الاحزاب في سلب حرية تعبير معاونيهم. انظروا حولكم، سترون اية صلاحيات مدونة وغير مدونة يتمتع بها الطالباني وماذا يعمل بالاتحاد الوطني. اذا كان من المقرر ان يتم تعقب القمع والديكتاتورية وتقليد قمع المعارضين لن يبدأوا بالحزب الشيوعي العمالي العراقي. اني لا اعرف موازين ومباديء الحزب الشيوعي العمالي العراقي. ولكن اذا قام شخص في الحزب الشيوعي العمالي الايراني بتوجيه هذه الاتهامات المعروفة الى الرفاق واللجان التنظيمية، وبالاخص قبل طرحها بصورة رسمية واثبات ذلك في مرجع حزبي مخول، سيتعرض الى انتقاد شديد وينبغي ان يسحبها ويعتذر.
رفاق، اذا كانت اختلافاتكم مع "القيادة" اختلافاً سياسياً، ابقوه سياسياً. ان جر هذه الخلافات الى البعد التنظيمي ليس امراً ضرورياً ولا ذا فائدة. لايساورني شك في ان في صراع مثل هذا تحدث اخطاء وتجاوزات تنظيمية، وبالطبع من كلا الطرفين، ولهذا ينبغي التحقيق بها واتخاذ اللازم تجاهها. ولكن جر البحث الى اتهامات مثل المذكورة اعلاه وتشييد منظومة منها ليس امراً ضعيفاً بذاته ولاامراً مقنعاً فحسب، بل انه يلقي ستاراً على الاختلاف السياسي الاكثر اهمية واكثر جوهرية الذي تقولان انه لديكما. لماذ ينبغي ان تصوروا الطرف المقابل لبحثكم على انه يفتقد المباديء وديكتاتور كي يجد كلامكم مؤيدين له. لماذا لاتستندوا الى قوة بحثكم السياسي؟ ارجوا ان تقبلوا مني بوصفه قانوناً للنضال السياسي: لايصبح اي شخص قائداً لاحد من موقع المظلوم. ليس بوسع احد ان يقوي نفسه من الناحية السياسية، لكنه، في الوقت نفسه، يقوم بالدعاية لضعفه ووقوعه تحت رحمة الاخرين وظلمهم وهشاشته والقدرة المطلقة للطرف المقابل. ان صياغة قيادة بديلة، والذي يبدوا انه هدفكم، لايمكن الا عبر طرح نظراتكم لكي يحكم الاخرين عليها.
اني مثل اي عضو جدي في الحزب الشيوعي العمالي يتمثل مبدئي هو نزاهة وصدقية وبراءة ومبدئية رفاق الحزب والهيئات القيادية لحزبي. لا اوقف دعمي لها ولا افقد ثقتي بها بمحض طرح شكوى او القاء اتهام على القيادة. يجب اثبات الجرم. برايي، ان اي عضو حزب، او بصورة اولى، اي هئية قيادية حزبية هي محترمة ومشروعة طالما لم يثبت خلاف ذلك. انه ليس ثقة عمياء ولا توصية الرضوخ للاوامر. ان هذا لايعني التوهم بالافراد او رؤية الحزب والقيادة على انهم معصومين. انه مبدأ اجتماعي وسياسي مهم. اولاً، الاساس هو براءة الاشخاص، واذا كنت هذا اعتبره سارياً فيما يخص المتهمين بجرائم جنائية، فانه من باب اولى اعده امراً سارياً ايضاً على رفاقي الشيوعيين، ناهيك عن اناس تحملوا مسؤولية قيادة الحزب. ثانياً، بصفتي عضو حزب شيوعي عمالي، لم احصل على حركتي وحزبي وقيادتي مجاناً حتى افقدهم مجاناً. اني انضممت للحزب كي اكون جنبهم واكن لهم الاحترام واقر لهم بالكرامة والمكانة، ومن الطبيعي ان لاابتعد عنهم طالما لم يُثْبَتْ خلاف ذلك. ان التمتع بثقة الاعضاء (طالما لم يثبت احد عدم حقانية القيادة) هو من حق قيادة حزب شيوعي. انه حق القيادة الحالية للحزب العراقي، وستتمتعون بهذا الحق كذلك اذا تم انتخابكم يوماً ما لقيادة هذا الحزب. لايتعلق البحث باشخاص وافراد، بل ولاحتى بسياسات، بل حول اعتبار ومكانة منصب القيادة في حزب يناضل في اصعب الاوضاع من اجل الحرية والمساواة.
٣- ان تأسيس فراكسيون (كتلة) ليس كفراً ولا امراً محرماً في تقليدنا. اذا اراد شخص ما في الحزب الشيوعي العمالي الايراني اعلان فراكسيون، ساطرح امامه بصفتي سكرتير اللجنة المركزية هذه النقاط على الاقل:
- قدموا بلاتفورمكم (خطتكم) السياسي- البرنامجي البديل.
- قدموا اسماء من يعلن باسمهم الفراكسيون ومتحدثيه الاساسيين.
- حيث ان الفراكسيون يتاسس بوجه الخط الرسمي، من الضروري التاكيد، وبشكل رسمي ومدون، على دفاعه عن الضبط والضوابط التنظيمية الحزبية، الاقرار بقانونية القنوات الرسمية للحزب لطرح الاراء والاختلافات، الاقرار بمشروعية مقررات اللجان الحزبية، القبول بمشروعية القيادة والهيئات الحزبية. اذ لايعني تاسيس الفراكسيون الخروج عن الانضباط والضوابط الحزبية، بال التاكيد الاكثر على الوفاء لها.
- بالمقابل، من حق الاغلبية كذلك ان تظهر امامكم على هيئة فراكسيون منظم.
وساطرح بصفتي عضو حزب:
- لماذا الفراكسيون؟ لماذا لاتستفيدوا من الضوابط الروتينية للنقاش والقرار في الحزب لطرح سياساتكم وارائكم المقترحة؟
- لماذا لا تطرحوا ارائكم مثل اراء اي شخص اخر في نفس اللجان التي انتم اعضاء فيها ومناقشتها وتطرحوها لاقرارها؟
- اين هي الوثائق التي طرحتم فيها اختلافاتكم وسياساتكم وطروحاتكم البديلة؟
٤- رفاق، مثلما ذكرت، يستلزم الحصول على وثائقكم لابداء الراي حول محتوى ومضمون ابحاثكم. اتمنى ان تصلني هذه الوثائق باسرع مايمكن. فيما يخص العديد من الجوانب، من بينها بعض المسائل التي سمعت بها والمطروحة من قبلكم، فاني اوافقكم الراي. ان مهام جسيمة تقع على عاتقنا، وفي الحقيقة تعتورنا نقاط ضعف كثيرة. ان اتفاق الراي والرؤية حولها، مناقشتها وبحثها وتوجيه النداء والانظار اليها هي شرط ضروري لتقدمنا. في تقليدنا، ليس ثمة امر اكثر مشروعية ومقبولاً من ان يكون للمرء رأي ما، وابداء النظر والنقاش حوله. ولكن ياليت ان لايغيب عن بالنا ان في حمية جدل النظرات هذه، لازلنا جميعاً عضو حزب ينبغي ان تقويته وان يظهر قوياً يوم بعد اخر.
ياليت ان هناك امكانية لحوار ونقاش حضوري مفصل. املاً محادثتكم. اقبلكم واشد على اياديكم.
منصورحكمت
٢٧ حزيران - جون ١٩٩٦
* هذه رسالة جوابية من منصور حكمت على رسالة الرفيقين الواردة اسمائهم اعلاه بعد خلاف مجموعة من اعضاء اللجنة القيادية في منظمة كردستان للحزب الشيوعي العمالي العراقي مع قيادة الحزب ومطالبتهم بتاسيس فراكسيون.
ترجمة: فارس محمود
hekmat.public-archive.net #4009ar.html
|