العمود الأول
تركيا وكردستان العراق
٭ الأوضاع في تركيا متأزمة. والجماهيرأسيرة بين فكيّ كماشة الرجعية. ففي أوضاع تكون فيها" الديمقراطية والإنتخابات" وسيلة لصعود الرجعية الإسلامية، و"العلمانية" راية للجيش والحكومة البوليسية، لن يبقى هناك من أفق للناس. الأوضاع في تركيا هي برهان على أن الرجعية تنتج الرجعية. فالحكومات القمعية العسكرية والبوليسية وعشرات السنين من سلطة الحركة القومية شرعت أبواب المجتمع التركي على مصراعيها مقابل الرجعية الإسلامية. ومن جانب آخر فإن آفاق تنامي التيارات الدينية وإتساع نفوذ الدين في الحكومة، حقن الأذهان بأن الجيش هو الحامي والمنقذ للدولة غير الدينية. وما يحبط هذا الدور الرجعي هو فقط العامل والإشتراكية العمالية في تركيا.
٭ أكد الهجوم الكبير للجيش التركي على كردستان العراق مجدداً على أهمية تحديد المصير الحقوقي والأقليمي لكردستان العراق لكل شخص يدافع عن وجود وحقوق جماهير كردستان. فبوجود النظام التركي في الشمال والنظام العراقي في الجنوب، ليس هناك من سبيل واقعي لتأمين حق الحياة وحقوق الإنسان لجماهير كردستان سوى الإعتراف الرسمي بكردستان كبلد مستقل وحمايته وشموله بمظلة القوانين الدولية. وينبغي ترك هذه القضية للرأي الحر لجماهير كردستان العراق. فمصير جماهير كردستان العراق، هو الدليل الفاضح على الفوضى والإضطراب السياسي لعالم الديمقراطية وحملة البنادق الذين فرضهم الغرب الديمقراطي بصفة" حكومة محلية" على جماهير كردستان.
منصور حكمت
نشر هذا الموضوع في العمود الأول من صحيفة إنترناسيونال صحيفة الحزب الشيوعي العمالي الايراني في عددها الصادر(٢٤) في شهر حزيران من عام ١٩٩٧.
ترجمة: يوسف محمد
hekmat.public-archive.net #1040ar.html
|
|