Status             Fa   Ar   Tu   Ku   En   De   Sv   It   Fr   Sp  

رد على نية رفيق بالاستقالة



رفيقي العزيز...

استلمت من الرفيق... رسالتك التي بعثتها الي ومسودة رسالة استقالتك. تاسفت كثير. اني ارسل لك الان هذه الرسالة، وبعد ان تقراها، ساهاتفك على رقم الهاتف الذي بعثته لي كي نتحدث سوية.

لدي ملاحظات كثيرة. اغلبيتها اكثر عمومية ولاتتعلق بقرارك المحتمل هذا. وبعضها يتعلق بصورة مباشرة بالنقاط التي ذكرتها في رسالتك. اسعى للاجابة بايجاز.

اولاً، عموميات:

١- بدءاً، دعني اذكر اني، وطيلة ٢٠ سنة من نشاطي، لم اطلب من احد ان لايترك التنظيم او الحزب، ان لايستقيل، ان يبقى او ان يكون معي وغير ذلك. لم اقل لسيد ابراهيم ان ينظم الينا، لم اسال خسرو داور لماذا لا ياتي، لم اسال ناصر جاويد، لم اسال ايرج اذرين الى اين ذهبت، وثمة عشرات الاسماء لايصدق احد اني لم اتعقب حتى اسباب رحيلهم وعدم فعاليتهم[١]. في الاستقالات الاخيرة[٢]، لم اطلب توضيح من احد، ولم اطلب بقاء احد. لماذا؟ اولاً، اني اعدّهم اناس عقلاء، ناضجين، مستقلين، ومسؤولين عن اعمالهم واحترم قرارهم. ثانياً، ان حديثي مع الافراد وسعيي لترغيبهم بالبقاء هو ليس امري الشخصي، ولا اعده امري الشخصي. ان هذا سيُحسَبْ على الحزب، واني اعد كرامة الحزب وحيثيته اسمى من اي شيء اخر في عالم السياسة، ولااسمح اطلاقاً لعواطفي وملاحظاتي واخلاقي وتصرفاتي الفردية، ان تلقي بظلالها على هذه السمة السياسية الموضوعية، وبرايي، المقدسة للحزب الشيوعي لعصرنا و ان تُصَوِرْ الحزب كأنه ضعيف ومدعاة للقلق ويرسف في التشوش. لقد ذكرت مرات ومرات ان الحزب في اي لحظة هو حزب اؤلئك المنخرطين فيه والذين يناضلون في صفوفه. لم ابرم عقد فردي مع احد. لدي امر وقضية اجتماعية. ان الحزب هو اداة هذا الامر والقضية الاجتماعية. ان عدد الرفاق السياسيين القريبين مني خلال الـ٢٠ عام المنصرمة والذين ليسوا معنا اليوم هو كبير جداً. بيد ان رفاقي السياسيين هم الذين ايادينا بيد بعض في هذه المهمة، ونسعى سوية من اجل انتصار امرنا وقضيتنا. وعليه، اود ان تعرف انه اذا قدمت استقالتك، ولم أترجاك ان لاتذهب، فان هذا لاينبع من لامبالتي بالقيمة والمكانة العالية لرفيق مثلك. انه ليس دليل لامبالاتي. بل على العكس نابع من علاقتي العميقة بك وبـاناس من مثلك في الحزب. سيُعَدْ اصراري اصرار الحزب، ورجائي رجاء الحزب. ولايحق لي ولا اسمح لنفسي ان اصور الحزب الشيوعي العمالي بهذه الشاكلة امام اي ما. ان الحزب الشيوعي العمالي هو حزب سياسي. ان اساس عمله هو الارادة المستقلة والطلب الطوعي لاعضائه. لقد صرح ببرنامجه. اعلى رايته. ناشد الجميع الانضمام اليه. ان الاختيار يعود للفرد. ان يدي اكثر مغلولة مما انشده واتمناه امام وصف مكانتك وقيمتك عند الحزب، وتجاه خطل قرارك، تجاه الابقاء عليك في صفوف الحزب. ان هذه هي عين رغبتي بالطبع. لو لم اكن سكرتير اللجنة المركزية، ولاتُحسب كلماتي على الحزب، فانه لامر مسلم به ان لا اترك خناقك وأرد على مبرراتك الواحدة تلو الاخرى. بيد ان حيثية الحزب وحيثية فعالي الحزب تجبرني على ان اضيق هذه الوجهة من البحث. ثالثاً، اني افتخر بوجود هذا الحزب وعضويتي فيه. اتمنى ان يساور جميع الذين في الحزب هذا الاحساس. برايي، انه ليس بحزب شيوعي ذلك الذي يُبنى على اساس التزام اخلاقي وادبي لاعلى احساس اعضائه بالفخر، ناهيك عن الابقاء على اعضائه عبر المداهنة والحيل المنمقة. ان الكثيرين، ولكثرة ما اعتادوا على راديكاليتنا هذه، يغيب عن بالهم كم ان هذه الاهداف مغايرة للمجرى السائد وسامية، واية راية نقية رفعها هذا الحزب. مساواة البشر بغض النظر عن اللون والجنس والقومية والاثنية، سعادة ورفاه البشر، محو العنف، اضمحلال الدولة، انهاء الاستغلال، محو الفقر، انهاء الخوف والفرح. لو ان هذه الراية التي رفعت لاكثر من ٢٠ عام قد تم رفعها في اي مكان اخر من العالم، لكنت الان عضو مفعم بالفخر لتلك المنظمة. ولكن حين نكون نحن من اسسناه، فان فخري يتعاظم مئات المرات. ان كان أمرء ما لاينوي مشاركتنا هذا الفخر، ليس بوسعي عمل شيء. بدون هذا الفخر، لايمكننا المضي صوب مجابهة هذا الغول.

٢- لقد وضحت استقالات الاشهر الاخيرة لي بعض الامور. احدها، ان الاستقالة من الحزب هي سبيل حل فردي باي حال من الاحوال. ولهذا، لاندحة له من ان يكون قرار مافوق سياسي. ان سؤالي الذي اوجهه لك هو: هل ان المبررات التي سقتها في استقالتك تصح على وضعك فقط ام انها نسخة سياسية يمكن تعميمها؟ لماذا لاينبغي علي الاقتناع بهذه المبررات واترك الحزب؟ أتوصيني ايضاً بترك الحزب؟ واذا كان الجواب بنعم، ماهي تعليماتك للخطوة اللاحقة، لا لك فحسب، بل نحن الذين تركنا الحزب استجابة لمبرراتك؟ اذا كان يتحتم عدم البقاء في هذا الحزب، لماذا يجب علي، كأنسان تقول عنه انك تكن الاحترام له، ان ابقى وان اواصل عمل لاترى طائل منه؟ لماذا لاتوصيني بالاستقالة؟ خلال كل لحظة من ٢٠ عاماً المنصرمة، ألم اخاطبك، وألم اشاركك افقي وقراري وطرحي اللاحق كلما توصلت الى نتيجة سياسية؟ ألم اقترح سبيلاً لنا جميعاً؟ لماذا يتركني.. ويمضي ليرى سبيله؟ اما إذا لم تكن توصيتك ان اذهب انا ايضاً، وتعتقد انه ينبغي علي البقاء، اذن لماذا تتركني وحيداً؟ لماذا تحرمني وتحرم الاخرين منا نحن الذين بقينا من طاقة وقدرة تشخيصك ومساعيك؟ لهذا السبب اقول ان الاستقالة سبيل حل فردي. اني احترم وبصورة تامة المبررات الفردية لاستقالة الافراد من الاحزاب السياسية. لو اني قدمت استقالتي من الحزب بصورة فردية يوماً ما، فسيكون من اجل ان اقضي السنوات المتبقية من عمري بشكل اخر. واعتبر هذا حقي كذلك. ولكن اذا كان خطي السياسي لايسير بالشكل الذي انشده، اذا كانت اولويات الحزب لاتجد طريقها للتحقق، اذا لم اكن اقبل بقيادة الحزب، عندها لن اقدم استقالتي، بل أُعَلّيْ راية. ان هذا تعامل سياسي. ان سؤال اخر طرحته هذه الاستقالات هو ان سخط وامتعاظ قسم من كوادر وفعالي حزب من سياساته وقيادته هو امر ليس بعجيب وغريب، ليس هذا وحسب، بل انه شكل مألوف في العمل الحزبي. ان مجمل العالم هو على هذا الحال، من الاحزاب الشيوعية والبلشفية واليسارية وصولاً الى الاحزاب البرجوازية. في مجمل الاحزاب السياسية الجدية، هناك جدل واسع، هناك كتلة حزبية (فراكسيون)، يُنتخب قادته في صراع حزبي داخلي جدي بين التيارات. جرائد الفراكسيون تتحدث رسمياً للمجتمع بانها لاتتفق مع قيادة حزبها. انه امراً ليس عجيباً ولاغريباً اساساً. لماذا في حزب مثل حزبنا، بوسع مبررات مثل التي طرحتها، مبررات مثل الاختلاف مع هذه السياسة او تلك، عدم القبول بقدرة وامكانية مسؤولي وقادة الحزب الحاليين وغيرها ان تكون مبرر كافي لتقديم الاستقالة؟ لماذا يمكن الاستقالة من الحزب الشيوعي العمالي استناداً الى هذا الشكل من المبررات، ولكنك لاتجد ذلك في حزب العمال البريطاني او حزب توده (حزب الشعب الايراني الموالي للسوفيت سابقاً-م)؟ لماذا لايضع عضو حزب توده او الحزب الديمقراطي الكردستاني، عضويته في الحزب تحت طائلة السؤال رغم ان لديه اختلاف وعدم ثقة اكبر بمئات المرات؟ لكن. .. يعتقد ان بوسعه بسهولة بالغة انهاء انتمائه للحزب الشيوعي العمالي؟ في اي شيء يكمن فرقنا او فرق مكانتنا عن هذه الاحزاب؟ ان هذا السؤال يشغل ذهني كثيراً، وان جوابه برايي هو بالضبط جزء من بحث الحزب والمجتمع[٣]. من المثير للانتباه، اثناء الاستقالات الاخيرة، كان يساور الناس قلق وعدم ارتياح كبيرين، اناس عاديين، شعراء، كتاب، قلق لماذا يضعف المستقيلون "الحزب". حزب يدرك الناس رويداً ورويداً، مهما كان اختلافهم معه، قيمته السياسية بوصفه الراية الرئيسية للمعارضة اليسارية، التحررية والشيوعية. ان هذا بداية العمل، واني على قناعة انه سياتي يوم اذا اراد المرء فيه ان يترك الحزب، سيجابه باسئلة ابناءه وجيرانه وزملائه. وان هذا تراه الان ايضاً. برايي، انك تنسى انك لست عضو وفعال الحزب الشيوعي العمالي، بل فعال حركة الشيوعية العمالية والذي يمثل الحزب، رغم كل نواقصه، الحزب السياسي لتلك الحركة. مثلما ان الحزب الديمقراطي الكردستاني هو الحزب الاساسي للحركة الكردية (الكردايتي). واذا كان لامرء خلاف مع قاسملو، شرفكندي وحياكي[٤] (وهو الامر الذي حصل)، فانه لن يترك الحزب طالما لم ينكسوا راية الكردايتي. قد يترك احد ما الحزب اليوم، ولكن اذا ما اراد البقاء في هذه الحركة، سينخرط عملاً مرة اخرى في الحزب. وللسبب ذاته، يجنح المستقيلون الاخيرون بسرعة نحو تصفية الحساب لا مع الحزب، بل مع مجمل هذه الحركة بافقها واهدافها وبرنامجها وتاريخها. ويصيغوا النظريات لترددهم وشكوكهم السابقة على شكل انفصال وقطيعة كاملة. لامناص لهم من الالتحاق بحركة اخرى.

فيما يخص مبرراتك المحددة:

١- القيادة في الحزب هي امر يتم عبر الانتخابات. انه السبيل السياسي الوحيد لتحديد القيادة في حزب واقعي. انا ايضاً ادليت بورقتي الانتخابية. لم يحقق بعض من منحتهم صوتاً الاصوات الكافية. بعض منهم تم انتخابه ايضاً بيد اني لم امنحه صوتي. ان هذا الحزب هو حزب اعضائه. نستطيع انا وانت ان نقبل اعتبار ومكانة اي شخص. نسعى الى جعل قادتنا قادة الحزب ايضاً. ان مهمتنا انا وانت هي اذا نعتبر انفسنا مؤهلين، نرشح انفسنا ونتقدم الصف. ولكن يجب رعاية قوانين اللعبة. ليس ثمة اي اشكال في القول من الان حتى المؤتمر اللاحق ان هذه القيادة عاجزة وغير قادرة ويجب ان يسود خطنا، وبعدها نمضي للعمل وفقاً لما متفق عليه. ان عدم القناعة بقدرة وامكانية القيادة المنتخبة لمؤتمر ليس مبرر كافي لترك الحزب الشيوعي العمالي، حزب الملكية العامة، حزب الحرية والمساواة والحكومة العمالية، حزب اجتثاث الفقر، حزب الغاء عقوبة الاعدام، حزب لملمة بساط الاسلام، حزب الدفاع عن حقوق طفلة في التاسعة من عمرها. ان عدم القناعة هذه ينبغي ان تكون نقطة شروع فعالية حزبية لاقتدار سياسات وافراد تراهم مؤهلين. هذا هو السبيل بالتحديد.

٢- فيما يخص الحزب العراقي، بذلنا فيه ولازلنا الكثير من حياتنا وعمرنا. ينبغي ان تقبل ان ادواتنا للتدخل في مصير الحزب العراقي محدودة. أتعلم كم كتبنا (قصدي جميعنا-انا وانت والاخرين)، كم بحثنا الامور، كم من المال انفقنا، كم مرة سافرنا، كم من المخاطر واجهنا ولازلنا نقوم بذلك؟ اين رحمن (حسين زادة) الان؟ اين اسد (كولجيني) الان؟ كم صرف محمد فضلي، مظفر محمدي، محمد فتاحي، صالح سرداري، عبد الله دارابي، اسماعيل ويسي، كورش مدرسي وغيرهم من جهد وطاقة ولازالوا يقومون بذلك يومياً؟ اذا كانت هناك سياسة محددة يجب اتخاذها، يجب كتابتها واقرارها. اني موافق ان خطواتنا تجاه الحزب العراقي كانت غير كافية وقليلة التاثير. على الاقل انك شهدت في جلسة مسعانا لاتخاذ سبيل اكبر للتاثير. ان ابحاثنا لازالت متواصلة. ان بوابة هذا الموضوع هو التدخل. بدونك، لايغدوا العمل اسهل.

٣- فيما يخص اهلية القيادة، ذكرت ذلك سابقاً. ينبغي فصل الجانب الحقوقي من السياسي. من الناحية الحقوقية، ان هذه القيادة مؤهلة. في مؤتمر واسع، تم انتخابها عبر انتخابات سرية وحرة. من الناحية السياسية، اني ارى ان ثمة نواقص كثيرة في عمل القيادة. ولكن ليس لدي شك في اهليتها. ليس ثمة رفيق في صفوف الكوادر المتقدمة للحزب لو رايته انا كانسان عادي في شارع ما كانسان لا ارفع قبعتي له وذلك للاحترام العميق الذي اكنه لخلفيته السياسية ومساعيه. نحن اعتدنا على البطولية وعالم البطولة. لقد اصبح امراً عادياً بالنسبة لنا ان يبقى امرء في هذا الخندق لعشرين عام دون اكتراث للعواقب المادية لعمله السياسي على حياته وحياة عائلته. غدا امراً عادياً بالنسبة لنا ان نعيش مع اناس قد سجنوا لسنين، تعذبوا، مضوا للحرب، فقدوا اعز اناسهم، يسخروا ١٦ ساعة من يومهم تعقباً لامرهم السياسي. يسافرون الى ابعد بقاع العالم لهذا الطرف ويواجهون الاعتقالات، يتم اغتيالهم اويعيشون تحت تهديد الاغتيال، لقد اصبح امراً عادياً بالنسبة لنا ان الهم الاول لاناس في الخمسين من عمرهم هو الحزب والعمل الحزبي ولازالوا يمضون بشوق لايجاد سبل جديدة لتقدم الحزب وحل معضلاته القديمة. اصبحت هذه الامور شيئاً عادياً بالنسبة لنا، ولكن بالنسبة للمجتمع، فانهم رمز التحرر والصلابة السياسية. ان هؤلاء الناس (ليس قصدي اللجنة المركزية فقط، بل جميع رفاقنا) هم افضل الموجودين. انها حركتنا. اما ان نصل مع هؤلاء الناس انفسهم الى المحطة اللاحقة او لا ياتي من ايدينا اي شي. من الناحية السياسية، اني افتخر بالحزب الذي. .. عضو لجنته المركزية ويدفع للامام بهذه البرنامج والاهداف، رغم كل صعوده ونزوله ورغم كل مكاسبه واخطائه، واقف بجنبه واعطيه صوتي، ومتى ما استلم المقود انسان افضل سابين ايضاً عن سعادتي بدرجات. برايي، ان عدم القبول بقدرة اكثرية قيادة الحزب وقدرتها ليس بمبرر كاف لاستقالة رفيق من مثلك. ان قيادة حزبنا ذات اشكالات عديدة. لقد تحدثت عن هذا مئات المرات. ولكنها ليست فقط افضل من قيادة مجمل احزاب المعارضة الايرانية بعشرات المرات. حتى لو لم يكن ذلك، انه هذا الشيء الذي لدينا على اية حال. انه نحن. انها حركتنا بنقاط قوتها وضعفها سواء شئت ام ابيت. بالامكان البقاء والسعي نحو رفعها.

٤- لقد ذكرت "عدم الظهور بمستوى دور قيادة في الرد على الدور السياسي والتنظيمي في المناقشات الداخلية للاشهر الاخيرة". بوصفه برهان اخر على عدم القناعة بالقيادة وتقديم استقالتك. اني لا اشاطرك هذا التصوير (اي تصوير وضع القيادة-م) اطلاقاً. لكن حتى لوكان الامر كذلك، لا استطيع ان افهم كيف يمكن تقديم الاستقالة من الحزب استناداً الى هذا النقد للقيادة. واخيراً، مالامر الذي لايمكن القبول به اكثر التعامل الضعيف مع موضوع الاستقالات الاخيرة ام الاستقالة نفسها؟

... العزيز! سنتحدث هاتفياً بالتفصيل. من الناحية المنطقية، أينبغي على كادر شيوعي ومخلص ومدافع عن اهداف الحزب وله تصور عالي عن منصور حكمت، ان يستقيل من الحزب (حتى بمعناه التنظيمي). على العكس من ذلك، ينبغي عليه ان يبقى ويترجم هذا الاخلاص اكثر واكثر الى خطط عمل وطروحات يمكن تنفيذها من قبل اناس منضوين في هذا الحزب. ينبغي ان يمد العون لهذا الـ"منصور حكمت" المعني. ينبغي ان يحدد النواقص، يطرح بديله، ويشمر عن ساعده. الاستقالة استقالة. ليست لدينا استقالة ثورية. ان كان، خارج هذا الحزب، ثمة اطار عمالي وشيوعي افضل للدفع باعمالنا او لديك خبر او معلومة ان من المؤمل تاسيسه في المستقبل القريب، قل لنا كي ناتي انا واسد نودينيان[٥] ايضاً. اذا لم يكن الامر كذلك، يجب ان تبقى وتحل المشكلات.. ... العزيز، برايي، اني، وبدون مبالغة، على ثقة من ان هذا الحزب مكسب قيم في حياتنا السياسية، ويمضي صوب مسار مفعم بالتوفيق والنجاح والارتقاء. امامنا اعمال كثيرة. عالم يشرع ابوابه امامنا. ان مشكلاتنا ومحدودياتنا مالية-مادية. اذا اردت ان تتمحص اهلية قيادة الحزب، عليك ان تاتي وتنظر مرة باي امكانات شحيحة حد الصفر بنينا هذه الحقيقة السياسية ونميناها. ان خطنا واضح. افضل الناس موجودين في صفوفنا. المجتمع يريدنا ويدعونا للمضي نحو مقدمة الصفوف. نمر بمسار متنامي جدي. على اية حال، القرار بيدك. يحدوني امل وتفاؤل ان يكون قرارك الاخير لصالح تقوية الحزب. بيد ان هذا السبيل متواصل وان السعي للتغلب على عوائقه هي مهمتنا اليومية.

اتمنى لك الموفقية

نادر (م.ح)
١٦ اب - اوغست ١٩٩٩

ساتصل بك هاتفياً لاحقاً


توضيح: هذه الرسالة هي رد على رفيق ارسل لمنصور حكمت مسودة استقالته من الحزب الشيوعي العمالي، وقد سحب الاستقالة بعد ذلك.
من ارشيف كورش مدرسي.
تمت الترجمة عن مختارات اعمال منصور حكمت، الملحق الاول" من اصدارات الحزب الشيوعي العمالي الحكمتي، حزيران ٢٠٠٦، الصفحات ٣٥٣-٣٥٧.

[١] اسماء الشخصيات التي ذكرها هي اسماء تعد من الشخصيات البارزة والتي تبوأت مناصب ومسؤوليات قيادية مهمة في الاحزاب والمنظمات التي كان منصور حكمت على رأسها.
[٢] الاستقالات التي يتحدث عنها عدة مرات في النص. هي حصول موجة كبيرة من الاستقالات في داخل الحزب وصلت الى مايقارب ١٠٠ كادر قيادي وعضو حزبي عام ١٩٩٩. وكانت التوجهات العامة لهذه الاستقالات رغم تفاوت المبررات هي باسفيستية وسلبية وغير حزبية، المحور المشترك لها هي تصورات يسار تقليدي ليس له ربط باقتدار الشيوعية وبناء شيوعية مقتدرة متطلعة للسلطة السياسية.
[٣] بحث الحزب والمجتمع، وهي احد الابحاث المهمة للشيوعية العمالية والذي قدمه منصور حكمت في البلينوم التاسع للجنة المركزية للحزب الشيوعي العمالي الايراني والمنعقد في النصف الاول من نوفمبر-تشرين الثاني ١٩٩٨ وقد نشر بالعربية تحت عنوان (الحزب والمجتمع، من جماعة ضغط الى حزب سياسي).
[٤] من قادة الحزب الديمقراطي الكردستاني الايراني، حزب برجوازي قومي.
[٥] اسد نودينيان احد كوادر الحزب


ترجمة: فارس محمود
hekmat.public-archive.net #3923ar.html